ولا يحسب الأعداء عزلك مغنما |
|
فإن إلى الأصدار عاقبة الورد |
وما كنت إلا السيف جرّد في الوغى |
|
فأحمد فيه ثم ردّ إلى الغمد |
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا علي بن بقاء الورّاق ، أنا المبارك بن سالم ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، حدّثني أبو عبد الله نوح بن عمرو بن حويّ الكسكي قال :
وجه إليّ مالك بن طوق ، وهو أمير دمشق والأردن : بلغني أن دعبلا عندك ، فوجّه به إليّ ، وقد كان دعبل مكنّا في منزلي ، فركبت إليه ، فخبّرته أن عيني ما وقعت عليه ، وذلك أني خفته عليه ، فقال : بلى يا عبد الله ، ما أردناه لمكروه ، وإن أفرط وتمادى في هجونا. الغلام مصيّر إليك بكيس فيه ألف دينار وبرذون ندب (١) بسرجه ولجامه ، فإن لا يكن عندك احتلت في إيصاله إليه حيث كان ، والله أن لو هجاني إلى أن يموت ما رفعت رأسا بهجوه ، وهو الذي يقول في بني خالد بن يزيد بن مزيد :
تراهم إذا ما جئت يوما تجدهمو |
|
كأنهم أولاد طوق بن مالك |
قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي ، حدّثني أبو الحسين علي بن الحسين بن السفر بن إسماعيل بن سهل بن بشر بن مالك بن الأخطل الشاعر التغلبي (٢) ، حدّثني أبي عن أبيه السفر ابن إسماعيل ـ وكان يحضر مجلس [مالك بن](٣) طوق التغلبي ، وهو على الإمارة بدمشق ـ قال :
كان الواثق ولّى مالك بن طوق إمارة دمشق والأردن ، فمات الواثق وهو عليها ، فأقرّه المتوكل مدة ، ثم عزله ، قال : وكان إذا جاء شهر رمضان نادى منادي مالك بن طوق بدمشق كل يوم على باب الخضراء بعد صلاة المغرب ـ وكانت دار الإمارة في الخضراء في ذلك الزمان : ـ الإفطار ، رحمكم الله ، الإفطار ، رحمكم الله ، والأبواب مفتّحة ، فكلّ من شاء دخل بلا إذن ، وأكل ، لا يمنع أحد من ذلك.
قال : وكان مالك بن طوق من الأسخياء المشهورين.
قال السفر بن إسماعيل :
__________________
(١) البرذون الندب : النجيب.
(٢) تحرفت بالأصل إلى : الثعلبي.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح.