باعتبار تاريخ تدوينها ، وأسس تنظيمها ، وفوائدها ، ولكني لما قرأت ما كتبه أستاذي الدكتور أكرم ضياء العمري ـ حفظه الله تعالى ـ في هذا الموضوع وتوسعه فيه ، فرأيت أنه قد خدم هذا البحث خدمة جيدة ، ووفّى الموضوع حقّه. ولا أرى بعدئذ كبير فائدة في إعادة ما سبقني إليه مع ضيق الوقت.
فاكتفيت بما كتبه فضيلة الدكتور ، وأود أن أحيل القارىء الكريم إلى ما كتبه في هذا الموضوع في كتبه الآتية :
«مقدمته على طبقات خليفة بن خياط» (١) ، و «موارد الخطيب في تاريخ بغداد» (٢) ، و «بحوث في تاريخ السنة المشرفة» (٣).
واخترت مكان هذا الموضوع دراسة مفصلة عن أصبهان تبين موقعها جغرافيا ، وحدودها ، ومساحتها ، وأهميتها ، ومكانتها الثقافية ، ومميزاتها ، ونشاطات أهلها ، والفتح الإسلامي لها ، مع محاولة جمع المؤلفات التي تتعلق بأصبهان وأهلها عبر القرون الإسلامية قديما وحديثا ومذهب أهلها عبر القرون.
وقد أثبت أن أصفهان كانت من القرون الأولى الإسلامية مهاجر العلماء لطلب الحديث ، ومحط رحالهم ، حتى كانت تضاهي بغداد في العلو والكثرة ، كما قال السخاوي(٤).
ولكن الآن مع الأسف عدم علم الأثر والحديث وخدامه ، فلم تعد تجد فيها أثرا لهم ، بل عمّ هذا كل المدن المشتهرة بخدمة السنة المطهرة في إيران ، وذلك من مطلع القرن التاسع.
فقد قال السخاوي : «وأمّا اليوم ، فقد كاد يعدم علم الأثر من العراق وفارس وأذربيجان ، بل لا يوجد بأرّان وجيلان وأرمينية والجبال وخراسان التي كانت دار
__________________
(١) انظر ص ٤١ وما بعدها من المقدمة.
(٢) انظر ص ٢٥٩ ـ ٣٠٥ ـ ٣٨٥ ـ ٣٩٥ عن الطبقات والرجال المحلية.
(٣) انظر ص ٧٢ ـ ٨١.
(٤) انظر «الإعلان بالتوبيخ» ص ١٤٣.