زيادة ، فقالوا : أيها الملك ، قد رددنا ما حفرنا منه إلى الموضع ، فلم تستو (١) الحفرة ، ولا رجعت إلى ما كانت عليه ، فقال :
هذه مدينة قحطية لا تخلو من قحط المطر والسعر (الغالي) (٢) ، ثم ارتحل عنها من ساعته ومضى (٣).
وسمعت الطحان (٤) يحكي (مرارا كثيرة) (٥) ، قال : «قال لي ابن زغبه (٦) (بمصر) (٧) ، بلغني يا أهل أصبهان أن سهلكم (٨) زعفران ، وجبلكم عسل ، ولكم في كل دار (٩) ، عين ماء عذب. فقلت : كذلك بلدنا ، فقال : لا أصدّق هذا. هذه الجنة بعينها» (١٠).
وذكر أن الحجاج (١١) بن يوسف ولّى على أصبهان وهزاذ بن يزداد
__________________
(١) اثبتت الياء في الأصل ، وهو خطأ ، والتصحيح من المصدر السابق.
(٢) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم.
(٣) كذا في المصدر السابق.
(٤) الطحان : هو محمد بن عبدوس الفقيه ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٣ / ٢٢٧ من أ ـ ه ، وقال : «كان يتفقه ، دخل مصر ، وجالس المزني ، وسمع ابن زغبة».
(٥) بين الحاجزين ليس في أ ـ ه.
(٦) هو عيسى بن حماد بن مسلم أبو موسى المصري ، ثقة ، مات سنة ٢٤٨ ه. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٠٩.
(٧) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان».
(٨) في أ ـ ه (سمطكم) ، والصواب ما في الأصل ، والسهل من الأرض نقيض الحزن ، ويقال : أرض سهلة ، انظر «لسان العرب» ١١ / ٣٤٩.
(٩) في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨ في كل ذراعين كلاهما لا يخلو من المبالغة.
(١٠) كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٨.
(١١) هو الحجاج بن يوسف بن أبي عقيل الثقفي ، الأمير الشهير ، الظالم المبير ، ولي إمرة العراق عشرين سنة ، وقال ابن حجر : ليس بأهل أن يروى عنه. مات سنة خمس وتسعين ، انظر «الكامل» ٤ / ١٣٢ لابن الأثير ، «والتهذيب» ٢ / ٢١٠ ، «والتقريب» ص ٦٥. كلاهما لابن حجر.