ومما لا يوجد منه إلا بأصبهان : الجاوشير (١) ، والسكنبيج (٢).
ومن خواص أصبهان : عين بقرية قزائن (٣) من رستاق القامزاذ ، في صحرائها يكون مستدراتها ثلاثة أرماح ، تبرز بالماء كل سنة في أيام الربيع سبعين يوما محصاة ، فيخرج منها في مدة هذه الأيام السمك الذي بظهره عقر (٤) ، فإذا تمت مدة هذه السبعين (٥) اليوم ، خرج من نقرة العين حية سوداء عظيمة ، فكما تخرج تعود في مكانها ، وينقطع ذلك الماء ، فلا تراه العيون إلى السنة القابلة.
وبرستاق القامزاذ ، ثم بطسوج الفيشو (٦) ، كان قرية يقال لها : هناء (٧) بين قرية سميرم (٨) وقلعة ابن بهانزاذ ، إلى جانبها تل كبير (٩) كأنه صبيب دراهم (١٠) ، يقال له : تل جم (١١) ، وذلك الصبيب هو دراهم من حجارة بيض
__________________
(١) جاوه شير : نبات فارسي معرب عن كاوه شير ، ومعناه : حليب البقر لبياضه ، وهو شجر يطول فوق ذراع ، خشن مزغب ، وورقه كورق الزيتون ، وله أكاليل كالشبت يخلف ظهرا أصفر ويذرا يقارب الأنيسون.
انظر «تذكرة داود» ١ / ٩٠.
(٢) السكنبيج : بالمهملة ، يليها الكاف ، فالنون ، فالباء الموحدة ، فالياء المثناة من تحت ، فالجيم ، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها ، صمغ شجرة بفارس ، لا نفع فيها سوى هذا الصمغ ، ويخرج منها في حزيران عند الورق ، وقيل بالشرط ، وأجوده الأبيض الظاهر ، والأحمر الباطن ، فالأصفر ظاهرا ، والأبيض باطنا.
المصدر السابق ١ / ١٧٢.
(٣) في أ ـ ه ، (قزائز) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.
(٤) في أ ـ ه : (عقد) ، وما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم.
(٥) في المصدر السابق لأبي نعيم : (هذه الأيام) ، بدون ذكر السبعين.
(٦) في أ ـ ه : (الفيسوكان) ، بالسين المهملة.
(٧) هنا قرية قرب سميرم ، تقع في جنوبها ، وما زالت بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان الحديثة.
(٨) في أ ـ ه : (سميرة). هذا خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ ، وفي «معجم البلدان» ٣ / ٢٥٧ ، وفيه : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وهي بلدة في جنوب أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان.
(٩) في أ ـ ه (كله) ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.
(١٠) في المصدر السابق : (صبيب الدراهم).
(١١) جم : اختصار جمشد ، وهو أحد ملوك الفرس. انظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ١٢٠.