والمقاتلة ، ثم انطلق بأحديهما إلى الحيرة ، فباعه بما اشتراها مني ، وكانت أول لهوة (١) مال أصابها (٢).
ذكر أحمد بن الحسن الأنصاري ، عن أحمد بن سعيد ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا غياث بن إبراهيم ، قال : ثنا مجالد (٣) ، عن الشعبي (٤) ، قال : كتب عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن بديل (٥) بن ورقاء الخزاعي ، أن يسر إلى فارس بأهل البصرة إلى أصبهان ، وفيها يومئذ ملك من ملوك العجم ، يقال له : فاذوسبان (٦). (الشيخ) (٧) ، فسار ، فحاصره حصارا شديدا ، وخذل أهل أصبهان ملكهم ، فلما رأى تخاذلهم ، قال الملك : إني خارج ، ولا حق بكرمان ، وبكرمان يومئذ خورد بن شيرويه ، فخرج إلى كرمان في ثلاثين فارسا
__________________
ـ «الثقات» ٢ / ٢٣٣ (بعطية) ، وفي «فتوح البلدان» ص ٣٠٢ ، (بأعطية الذرية والمقاتلة) ، وكلها صحيحة.
(١) في ن ـ أ ـ ه : بهوة : هو تصحيف ، والصواب ما في الأصل. واللهوة بالضم : العطية دراهم كانت أو غيرها ، والجمع : اللها. انظر «مختار الصحاح» ص ٦٠٧.
(٢) انظر المصادر السابقة ، «والكامل» لابن الأثير ٣ / ٢ ـ ٦ ، «وتاريخ الطبري» ٤ / ١١٤ ، وكتاب «الثقات» لابن حبان ٢ / ٢٢٤ ـ ٢٣٣ ، وانظر «الأموال» لأبي عبيد ص ٢٥٢ ، إنما أتى المؤلف وقعة نهاوند ، لما حصل المشورة لفتح أصبهان بعد نهاوند.
(٣) مجالد : هو ابن سعيد بن عمير الهمداني أبو عمرو ، ويقال : أبو سعيد الكوفي. انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٣٩.
(٤) هو عامر بن شراحيل الحميري ، تابعي جليل. انظر ترجمته في «التهذيب» ٥ / ٦٥.
(٥) في النسختين : عبد الله بن يزيد بن ورقاء. لم أجد أحدا بهذا الاسم ، فتبين لي بعد البحث ، أن هذا تصحيف من عبد الله بن بديل بن ورقاء كما سيأتي بعد السطور ، وترجم له أبو نعيم في ١ / ٦٢ من «أخبار أصبهان».
قد جعل المؤلف بديل بن ورقاء ممن اشترك في فتح أصبهان ، كما سيأتي في طبقة الصحابة عندما جعل أبو نعيم عبد الله بن بديل بن ورقاء ـ كما في هذه الرواية عند المؤلف ـ بدل بديل بن ورقاء ، وبينت الراجح ، هناك في ت ٨.
(٦) في أ ـ ه : فادوسفان ، وهكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.
(٧) جاء في النسختين هكذا ، والصواب عدمه ؛ لأن الشيخ كان لقب شهر برازجاذويه الذي قتله المسلمون ، وسموا الرستاق باسمه بعد فتحه واشتهر برستاق الشيخ ، راجع «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.