وحدثنا ابن أبي الأحوص ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال : كان أهل الشام يعيرون (١) ابن الزبير ، يقولون له : يا ابن ذات النطاقين ، فقالت له أسماء : يا بني إنهم ليعيرونك بالنطاقين ، وإنما كانت نطاقي شققته بنصفين فجعلته في سفرة رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أحدهما ، وأوكيت قربته بالأخرى. قال : وكانوا بعد إذا عيّروه بالنطاقين قال : إنّها وربّ الكعبة.
تلك شكاة ظاهر عنك عارها (٢)
__________________
ـ الحميدي (قال : لما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر فقال لها : يا أمه ، إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟ قالت : ما لي من حاجة ولست لك بأم ، ولكني أم المصلوب على رأس الثنية ، ولكن انتظر أحدثك ما سمعت من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «يخرج من ثقيف ...» الحديث.
وقال الهيثمي في إحدى إسنادي الطبراني : رجاله رجال الصحيحي ، وقال في الثاني : فيه أبو المحياة وأبوه لم أعرفهما ، قلت : العجب منه ، وقد ذكرهما البخاري كما تقدما وابن أبي حاتم ، وأبو المحيّاة ترجم له ابن حجر في «التقريب» ص ٣٨٠ وقال : ثقة وذكر القصة ابن عبد البر تعليقا بقوله قال : يعلى بن حرملة ... إلخ .. انظر «الاستيعاب» ٢ / ٣٠٥ ، وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي في «سننه» ٦ / ٢٧٤ ، وفي ٨ / ٤٤٣ بطرق قال في الموضع الأول : «هذا حديث حسن غريب» من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من حديث شريك ، وقال في الثاني : حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك. وقال : وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر.
وذكر بسنده في ٤٦٨ عن هشام بن حسان أنّه قال : «أحصوا ما قتل الحجاج صبرا فبلغ مئة ألف وعشرين ألف قتيل. والله أعلم.
(١) في أ ـ ه ، ويعبرون ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل. وانظر مصادر تخريجه.
(٢) في أ ـ ه ، شقاة ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر تخريجه ، وصدره.
«عيرني الواشون أني أحبها ـ وتلك شكاة. وانطر «البداية» ٨ / ٣٤٥ و «الكامل» ٤ / ٢٤.
تراجم الرواة :
ابن أبي الأحوص هو الحسين بن عمر بن أبي الأحوص ، تقدم هو وأحمد بن يونس قبل ح ٣ قريبا في هذه الترجمة ، وأبو معاوية هو محمد بن خازم ـ بالمعجمتين ـ الضرير الكوفي ، عمي وهو صغير ، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في حديث غيره ، مات سنة ١٩٥ ه ، انظر «التهذيب» ٩ / ١٣٧ ، «والتقريب» ص ٢٩٥.
هشام بن عروة هو ابن الزبير بن العوام الأسدي ، ثقة فقيه ، ربما دلّس ، مات سنة ١٢٥ ه ، ـ