فقاموا مقام إخوانهم ، فجاءت الطائفة الأخرى ، فصلى بهم الركعة الأخرى ، ثمّ سلم ، فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا.
حدثنا الفتح بن إدريس (١) ، قال : ثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي العالية الريّاحي ، أن أبا موسى الأشعري ، وهو بالدار (٢) من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف ، وما بهم يومئذ من كبير خوف ، ولكن أحب أن يعلمهم (٣) سنته وصلاته ، فصفهم صفين ، فتمت للإمام ركعتان في جماعة ، وللناس ركعة ركعة.
__________________
مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :
في إسناده أحمد بن جعفر الجمال. لم أعرفه ، ومحمد بن مقاتل ، ضعيف ، فهو ضعيف به ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ من طريق المؤلف به ، وبسنده عن محمد ابن مقاتل مثله ، ولكن الحديث يكون حسنا بأسانيده الأخرى ، وأخرجه المؤلف بسند آخر ، سيأتي تخريجه قريبا بعد هذا الحديث ـ إن شاء الله تعالى. وأخرجه البيهقي أيضا في «سننه» ٣ / ٢٥٢ ، عن شيخه أبي بكر بن الحارث الفقيه ، عن المؤلف ـ أبي الشيخ ـ به مثله.
(١) في أ ـ ه : (البرنسي) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.
(٢) جاء في «تاريخ خليفة» ص ١٣٩ : (دارا) ، فقال خليفة : ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ ، «وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ كما هنا في موضع ، وفي آخر (دارك) ، ودارك ـ بعد الراء كاف ـ من قرى أصبهان» ، «كما في «معجم البلدان» ٢ / ٤٢٣ ، فلعله يحذف الكاف أحيانا ، ويقال : الدار ، ويحتمل أن أبا موسى صلى الخوف في دارا ، وفي الدار. والله أعلم.
(٣) في «أخبار أصبهان» ، وفي «المجمع» ٢ / ١٩٧ : يعلمهم (دينهم و) سنة (نبيهم).
تراجم الرواة :
الفتح بن إدريس : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٦ / ٣. هذا ، وقال : يروي عن الرّمانيّ ، محمد بن يحيى ، وحميد بن مسعدة ، وأخرج إلينا أصوله العتيق ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٧ ، وقال : توفي في محرم سنة ٣١٥ ه ، وسكت عنه.
وحميد بن مسعدة ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٩ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو صدوق.
يزيد بن زريع ـ بتقديم الزاي مصغرا ـ : هو أبو معاوية التميمي ، البصري ، الحافظ ، ثقة ثبت. مات سنة ١٨٢ ه.
انظر «التهذيب» ١١ / ٣٢٥ ، «والتقريب» ص ٣٨٢. ـ