(١٩) وحدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا الحارث بن عبيد الإيادي (١) ، عن أبي عمران الجوني قال : بينما أبو موسى مصافّ العدو بأصبهان ، فقال : سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف».
فقام إليه شاب قد خرق (٢) الظهور كميّ مباه ، فقال : كيف قلت؟ فأعاد عليه الحديث ، فالتفت إلى أصحابه ، فسلم عليهم ، ثم دخل تحتها.
__________________
ـ تراجم رواة ح ١٩ :
أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ـ لم أعثر له على ترجمة.
أبو الربيع الزهراني : هو سليمان بن داود العتكي البصري ، نزيل بغداد. ثقة لم يتكلم أحد فيه بحجة ، مات سنة ٢٣٤ ه. انظر «التهذيب» ٤ / ١٩٠ ، و «التقريب» ص ١٣٣.
الحارث بن عبيد : هو أبو قدامة الإيادي البصري ، كان شيخا صالحا ، ممن كثر وهمه ، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا ، وورد عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : كان من شيوخنا ، وما رأيت إلّا خيرا ، وسئل ابن معين ، فقال : ضعيف. انظر «المجروحين» ١ / ٢٢٤ ، و «الميزان» ١ / ٤٣٨.
أبو عمران الجوني : تقدم في المقدمة في بداية فتح أصبهان ـ واسمه عبد الملك بن حبيب. ثقة.
(١) في أ ـ ه : (الإيامي) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.
(٢) في أ ـ ه : (قد حذف الطهور كمن ماه) وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل.
مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :
في السند انقطاع ، حيث لم يسمعه الجوني عن أبي موسى ، إنما سمعه عن ابنه أبي بكر بن أبي موسى ، كما رواه مسلم والترمذي ، وسيأتي. وأيضا في إسناده من لم أعرفه ، والحارث بن عبيد ضعيف ، فلا يصح بهذا السند.
ولكن الجزء المرفوع من الحديث صحيح ، أخرجه الشيخان البخاري في «صحيحه» ٦ / ٣٧٤ و ٤٦٠ و ٤٩٥ (مع الفتح) الجهاد بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه ـ أي إلى عمر بن عبيد الله ـ فقرأته ـ وهو حديث طويل ، وفي آخره هذا الحديث ـ فقال : «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» ، وكذا مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٤٦ مع النووي عن أبي النضر به ، وعن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري به ، وكذا الترمذي في «سننه» ٤ / ١٨٦ به ، وقال : هذا حديث صحيح غريب لا ـ