__________________
ـ قتل بصفين ، غير «الطبقات» لأبي الشيخ ، وأبي نعيم نقلا عنه ، بل الذي جزم به الحافظ في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، بعد ذكره هذا القول بصيغة التمريض بقوله : ويقال : إنه قتل بصفين ... «قلت : المقتول بصفين : ابنه عبد الله» وهو الذي تذكره المراجع ، وسأذكره فيما بعد. وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٣ أن المقتول بصفين ابنه ، وعقبه بقوله : وقيل إن بديلا توفي قبل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذكر الحافظ بن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ رواية رواها ابن مندة ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن الحكم ، عن بشر ، أنه سئل عن بديل بن ورقاء ، فقال : مات قبل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذكر الحافظ رواية أخرى تؤيد هذه الرواية ، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ، عن أبيه ، قال : سمعت بديل بن ورقاء ، قال : لما كان يوم الفتح ـ وكان إسلام بديل يوم الفتح ، وقيل : قبله ـ قال لي رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ورأى بمعارضي سوادا «كم سنوك»؟ قلت : سبع وتسعون فقال : «زادك الله جمالا وسوادا» ، الحديث ، وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بديل عن أبيه قال : سمعت بديل بن ورقاء يقول : إن العباس أقامه بين يدي النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال : هذا بديل بن ورقاء ، فقال له : «كم سنوك» .. الخ. «الإصابة» ١ / ١٤١ و ١٤٢ ، فهذه الرواية تدل على عجز بديل من القيام ، من كبر سنه ، حيث أقامه العباس بين يدي النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، فكيف اشترك في فتح أصبهان ، أو في وقعة الصّفين التي وقعت في سنة سبع وثلاثين من الهجرة ، وبلغ من العمر عند موقعة الصفّين (١٢٦ سنة) ، فالقول بوفاته قبل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : هو الذي أرجّحه ، وكذا ذكر وفاته ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وثانيا : لأنّ القول المذكور غير مسند ، وإذا كان من جملة ما ذكره علي بن مجاهد ، أنه افتتحت أصبهان ... الخ ، فعلي بن مجاهد لم يذكر سنده أولا ، ثم لم يعرف من هو بالضبط؟.
وإذا كان علي بن مجاهد الكابلي ، الذي يروي عن ابن إسحاق ، فكذبه يحيى بن الضريس ، ومشاه غيره ، ووثّق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، كما تقدم في ترجمته ، فاتصح إذا رجحان القول الأول ، ونتج عنه ، أن بديل بن ورقاء لم يكن من غزاة أصبهان ، وثالثا : لم تذكر المراجع التي قرأتها بديلا في قتلى الصفين ، وإنما ذكرت ابنيه بأنهما قتلا بصفين. والله أعلم.
والذي ثبت لديّ ، أن الذي اشترك في فتح أصبهان ، ليس بديل بن ورقاء الخزاعي ، كما ذكرت وأما ابنه عبد الله بن بديل الخزاعي ، الذي ذكره بعض المصادر ، مثل «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٦١ ، حيث ذكر أن ابن عامر غزا وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي ، فأتى أصبهان ، وهكذا ذكر البلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠٨ ، أن عمر بن الخطاب وجه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى أصبهان ، سنة ثلاث وعشرين ، ثم قال : ففتح عبد الله بن بديل جيّ صلحا ، وسار ابن بديل في نواحي أصبهان ، فغلب عليها ، وعاملهم في الخراج ، وقال البلاذري أيضا : وكان فتح أصبهان بعض سنة ثلاث وعشرين ، أو أربع وعشرين ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ : هو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر ، فتذكر هذه ـ