فتوجها نحو أصبهان ، فعدلا عن مدينتها ، فأخذ بديل إلى الطبسين (١) ، وفتحهما (٢) ، ثم خرج يريد قهستان من أرض خراسان (٣) ، وأقبل مجاشع إلى قاشان ، ففتح القاشانين (٤) ، وأتى حصن أبروذ (٥) ، فحاصر من فيه ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذّرّية ، وكان أبو موسى أمير البصرة ، فخرج أبو موسى يريد ما يليه من الأرض ، فوافى أبو موسى من قبل الأهواز (٦) يريد أصبهان ، وسار مجاشع ، فنزل الرّاوند جرم قاشان (٧) ، فصالحهم ، ومضى حتى نزل شق التيمرة ، فصالحهم ، وسار أبو موسى حتى نزل بجبال جي مدينة أصبهان ، فنزل على فرسخ منها بمكان يقال له : «دارك» (٨) ، فحصر أهلها ، وقتل ، وبلغ ذلك أهل جيّ فصالحوا على نصف جيّ ، وفتح أبو موسى نصفها عنوة ، وصلّى أبو موسى بأصبهان صلاة الخوف. وقتل بديل بن ورقاء يوم الصّفّين سنة سبع وثلاثين (٩).
__________________
(١) الطبستان : بفتح أوله وثانيه : هو تثنية طبس ، وهي عجمية فارسية ، وفي العربية الطبس : الأسود من كل شيء ، وهي قصبة بين نيسابور وأصبهان ، تسمى قهستان قاين ، وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها : طبس ، أحدهما طبس العناب ، والأخرى طبس التمر ـ تقعان في شمال شرقي أصبهان ـ انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٠.
(٢) في الأصل : (فتح) ، والتصويب : من أ ـ ه.
(٣) قهستان : تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان ، وخراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق .. ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان ، وغزنة ، وسجستان ، وكرمان ، وتشمل أمهات من البلاد ، نحو : نيسابور وهرات وهي في أفغانستان الآن ، ومرو : وهي كانت قصبتها ، وبلخ ، وطالقان ، ونسا ، وغير ذلك ـ وخراسان الحديث تقع في شمال شرقي إيران ـ انظر «معجم البلدان» ٢ / ٣٥٠.
(٤) تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان.
(٥) هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان ، انظر «فتوح البلدان» ص ٣١١.
(٦) هي مدينة كبيرة تابعة لمنطقة خوزستان ، تقع في غربي إيران ، مأخوذ من خريطة إيران ١.
(٧) الراوند : بفتح الراء المهملة والواو بينهما ألف وسكون النون ، وثم دال مهملة : من القرى المشهورة بنواحي أصبهان ، قرب قاشان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٩ ، «وتقويم البلدان» ١ / ٤١٠.
(٨) وقد تقدمت الإشارة إليه سابقا في ح ١٨ ، أن أبا موسى صلى صلاة الخوف بالدار أو دارك ، كما جاء عند أبي نعيم ، وذكرت في ترجمة أبي موسى ـ ٤ ـ أن دارك محلة بأصبهان.
(٩) قد ذكرت قريبا ، أن الراجح في وفاته ما ذكره ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وابن حجر في «الإصابة» ، وأبو نعيم ، وغيرهم ، انظر بداية ترجمته ، حاشية ٦.