الحسين ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : قيل لمجاشع ابن مسعود : ألا تختط (١)؟ قال : ليس بهذا أمرنا ، ولا لهذا بعثنا ، أمرنا أن نقاتل أهل الحرب ، ثم يكونوا لنا قوة.
حدثنا الحسن بن علي بن يونس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، قال : قيل لمجاشع بن مسعود السلمي لمّا قدم البصرة : ألا تختط؟ قال : ما لهذا هاجرنا.
__________________
ـ وربما دلّس ، توفي سنة ١٣٦ ه ، وله مائة وثلاث سنين. انظر المصدرين السابقين ٦ / ٤٠٩ و ٢١٩.
(١) في النسختين : (ألا تحدث) ، وهو خطأ ، والتصويب من الروايتين الآتيتين بعدها ، ومعناه : ألا تبني ، يقال : خط الأرض لنفسه خطا واختطها ، بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ، ليعلم أنه قد احتازها ، ليبني عليها دارا. والجمع الخطط ، انظر «القاموس» ٢ / ٣٥٨ ، «ولسان العرب» ٧ / ٢٢٨.
مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى محمد بن عبد الله بن رستة ، لم أعرف حاله ، وعبد الملك ثقة ، ولكن تغيّر حفظه ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ من طريق المؤلف ، والبخاري في «التاريخ» ٨ / ٢٧ بسنده عن قرة ، عن الحسن بلفظه وسكت عنه ، وأخرجه المؤلف بطريقين آخرين ، ولكن سند الجميع منقطع سوى طريق عبد الملك ، كما سيأتي بيانه في السند التالي.
تراجم الرواة :
الحسن بن علي بن يونس وأبوه : تقدما في ت ٤ ح ١٧ ، والأوّل كان شيخا فاضلا ، والثاني ثقة.
أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو ثقة حافظ.
قرة : هو ابن خالد السدوسي. ثقة ثبت ضابط. توفي سنة ١٥٤ ه. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٧١ ، «والتقريب» ص ٢٨٢.
والحسن : هو البصري. تقدم في ت ٣ ، ح ٧.
مرتبة الإسناد :
رجاله ثقات ، سوى الحسن بن علي ، وهو كان شيخا فاضلا ، ولكن السند منقطع ، حيث لم يسمع الحسن من مجاشع كما ذكر الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ، نقلا عن علي بن المديني ، انظر ٢ / ٥٢. وممّا يؤيد هذا : ما في السند الآتي ، فإنّ الحسن قال : (قال الناس لمجاشع) مما يدل على أنه لم يسمعه منه.