أنت من نخالة أصحاب محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : وكانت لهم نخالة؟!
__________________
ـ مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :
رجال السند الأوّل رجال الحسن ، ورجال الثاني رجال الصحيح ، سوى محمد بن يحيى ، وهو ثقة حافظ كما تقدم ، إلا أنّ الحسن لم يسمع من عائذ كما في «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ٤٣ ، فالسند منقطع ، والله أعلم ، والخبر صحيح بسند مسلم وغيره.
فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٢١٥ باب الإمارة مع النووي من طريق شيبان به نحوه ، وفيه أن عائذا دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : «أي بني ، إني سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : إنّ شرّ ... ، فإيّاك أن تكون منهم» ، فقال له : اجلس ، فإنما أنت ... إلى قوله : «إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم».
وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٦٤ من طريق الحسن أيضا ، وأورده الحافظ في «الإصابة» ٢ / ٢٦٢ من رواية مسلم.
الحطمة : هو العنيف برعاية الإبل في السّوق والإيراد والإصدار ، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها ، بل يحطمها ، ومنه سميت النار : «الحطمة» ، لأنها تحطم كل شيء.
انظر «النهاية» ١ / ٤٠٢ لابن الأثير ، «وشرح صحيح مسلم» للنووي ، ١٢ / ٢١٦.
والنخالة : في الأصل قشور الدقيق ، وكذا الحثالة ، والحقالة ، بمعنى واحد ، وهنا استعارة لهذا المعنى ، يعني : أنت من سقطهم ، ولست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم ، فرد عليه عائذ كلامه ، وقال : «إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم» ، قلت : وقد صدق ، وهذا الذي ينقاد له كل مسلم ، فإنّ الصحابة رضياللهعنهم كلهم هم صفوة الناس ، وسادات الأمة ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم. من «شرح صحيح مسلم» السابق بالتصرف.