الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، قال : ثنا جعفر ، عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزي ، قال : أتاه رجل من الخوارج ، فقال له : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(١) أليس كذلك؟ قال : (نعم) (٢). قال : فانصرف عنه ، فقال له رجل من القوم : يا ابن أبزى : إن هذا أراد تفسير هذه الآية غير ما ترى. إنه رجل من الخوارج ، فقال : ردّوه علي ، فلما جاءه قال : تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال : لا. قال : نزلت في أهل الكتاب ، فلا تضعها على غير حدها.
وأخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : أقبلت مع ابن عمر من منى ونحن نريد أن نزور البيت ، فلما انتهينا إلى جمرة العقبة ، أخذت في بطن الوادي ، فقال : خذ بي (٣) على العقبة ، فقلت : إن الوادي أسهل علينا ، فقال : خذ بي على
__________________
(١) سورة الأنعام آية (١).
(٢) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه ، والصواب في جواب مثل هذا الاستفهام «بلى» ، وهكذا جاء في «تفسير ابن جرير» ٧ / ١٤٤.
(٣) في أ ـ ه (حدث) ، والصواب ما أثبته من الأصل.
بقية الرواة :
جعفر : هو ابن أبي المغيرة المترجم له ، صدوق ، له أوهام.
سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي : ثقة من الثالثة ، انظر «التقريب» ص ١٢٣.
إسناده حسن ، فقد أخرجه عبد بن حميد ، عن يعقوب القمّي به ، ومن طريقه ابن جرير في «تفسيره» ٧ / ١٤٤ ـ ١٤٥ مثله ، وعزاه السيوطي في «الدر» إلى ابن حميد ، وأبي الشيخ.
انظر ٣ / ٤ ، وفي نزول الآية قول آخر ، وهو أنها نزلت في المشركين ، كما في المصدر السابق لابن جرير.
أراد السائل تكفير أهل القبلة لرضاهم في التحكيم مع علي.
تراجم الرواة :
تقدموا جميعا في السند قبله ، سوى سعيد بن جبير ، وهو تقدم بترجمة رقم ٢٢. ثقة ، ثبت.
إسناده حسن تقدم تخريجه في ترجمة عبد الله بن الزبير رقم ٢.