عمران ، قال : ثنا جسر بن فرقد ، عن الحسن ، عن أبي برزة (١) ، وسأله عن أشدّ آية على أهل النار ، فقال : سألنا عنها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : هذه الآية : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)(٢).
__________________
(١) في أ ـ ه : «أبي بردة» ، وعند أبي نعيم ١ / ٢٥١ ، كما في الأصل «أي أبي برزة» ، وهو الصواب كما صرح السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٣٠٨ ، فقال : أبي برزة الأسلمي ، «وبرزة بفتح أوّله وبالزاي». انظر «التقريب» ص ٣٩٤.
كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.
(٢) سورة النبأ ـ آية : ٣٠.
تخريج الحديث :
سنده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥١ به مثله ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن الحسن بن دينار ، قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، ولكنه ليس فيه : سألنا عنها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ انظر «الدر» ٦ / ٣٠٨ ، وأيضا ذكر السيوطي في المصدر السابق أنه أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن عمرو بنحو هذا موقوفا ، وهذه الرواية عند ابن جرير في «تفسيره» ٣٠ / ١٧ ، وكذا ذكره ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٤٦٤ ، وذكر أيضا أن ابن أبي حاتم أخرجه ـ ثم ساقه بإسناده ، وفيه جسر بن فرقد عن الحسن ـ بلفظ : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، قال ابن كثير : في آخر الحديث ، جسر بن فرقد ، ضعيف الحديث بالكلية. وذكر الهيثمي في المجمع ٧ / ١٣٣ عن مهدي بن ميمون ، قال : سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن ، أيّ آية أشدّ على أهل النار ، فقال : سألت أبا برزة ، فقال : أشدّ آية نزلت : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ ..) ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه شعيب بن بيان ، وهو ضعيف ، قلت : الحسن بن دينار أضعف منه ، حيث تركه بعض العلماء.
يبدو من هذه الرواية ، أنّ السائل عن أبي برزة هو الحسن البصري ، وهو ثابت سماعه عن أبي برزة ، كما في «التهذيب» ٢ / ٢٦٥ ، ولم أعرف أحدا صرح بسماع ابن دينار عن أبي برزة فيما وقفت ، فالرّواية التي صرّح أن الحسن بن دينار سأل أبا برزة فيه انقطاع وثانيا : رواية المذكور عند المؤلف ، وكذا ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم ، يبدو أن الحسن هو البصريّ ، لأنّ ابن كثير ضعّفه بجسر بن فرقد ، ولو كان الحسن هو ابن دينار الذي هو أشد ضعفا ، بل متروك متهم عند البعض لما سكت عنه.
الخلاصة :
أنّ الحديث ضعيف ، إما بسبب جسر ، أو بسبب الحسن بن دينار ، كما ورد من طريقه في بعض الروايات. والله أعلم.