أبة ، تجري الخيل غدا؟ قال : لا يا بني ولكن يقول : تعملون اليوم وتجزون غدا (١).
__________________
(١) أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى عطاء بن السائب ، ومنه إلى آخر السند به إلى قوله : «والسابق من سبق إلى الجنة» ، ثم قال أبو نعيم : رواه جماعة عن عطاء مثله ، وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ١٣٤ ، وقال : أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وعبد الله ابن أحمد في «زوائد الزهد» ، وابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن ـ الحديث ، مع اختلاف يسير في اللفظ ، وإلى قوله : اليوم المضمار ، وغدا السباق ، وأورد ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٢٦١ من طريق ابن جرير بإسناده إلى عطاء ، ومنه إلى آخر السند به عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : نزلنا المدائن ، فكنّا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي ، وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله يقول : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). ألا وإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشق ، ألا وإنّ الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السباق. فقلت لأبي : أيستبق الناس غدا؟ فقال : يا بنيّ ، إنّك لجاهل ، إنّما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأخرى ، فحضرنا ، فخطب ، وفيه : ألا إنّ اليوم المضمار وغدا السباق ، وألا وإنّ الغاية النّار ، والسابق من سبق إلى الجنّة.
وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٧ / ٨٦ بطرق ثلاثة بألفاظ متقاربة ، وفي طريق بلفظ : قد اقتربت الساعة وانشق القمر مرتين. اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة ، والغاية النار ، قال : فقلت لأبي : غدا السباق؟ قال : فأخبره.