بأمره في أهل الأرض ، فيوحي الله إلى الملائكة كوقع السلسلة على الصفا ، فإذا سمعوا ذلك ، لم يبق ملك في السموات إلّا خر ساجدا ، ويندب إبليس الشياطين كل ليلة ، فيقول : من يجيز السماء؟ فيندب مردة الشياطين ، ويوضع لهم شياطين على ممرهم ، ويقفن الشياطين من الأرض ، حتى يلظ في السماء بالمكان الذين كانوا قبل ذلك يسترقون فيه السمع ، فسمع الله (كلام) (١) الملائكة ما قد أوحى إليهم في خلقه ، فيتبعه الشهاب ، فيمر على الذين قد وضعوا في ممره ، فيقول سمعت كذا وكذا ، وليس له منتهى إلا البحر ، فإن أدركه الشهاب قبل ذلك حرقه ، وإن أدركه البحر أخبله ، فلا يعود إلى السماء بعد ذلك ، فقال سعيد : إنّ الشّهاب لا يخطئه على حال. قال : فيوحي أولئك الذين سمعوا إلى أوليائهم من الإنس ، فيصدقون بما أوحى الله إلى خلقه ، ويزيدون سبعين كذبة (٢).
__________________
(١) هكذا جاء في النسختين يبدو أن هذه الكلمة زائدة وبدونها يستقيم النص.
(٢) أخرج ابن جرير من طريق ابن حميد ، عن يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد في الآية المذكورة «يعلمون ظاهر» الخ.
قال : تسترق الشياطين السمع ، فيسمعون الكلمة التي قد نزلت ينبغي لها أن تكون في الأرض ، قال : ويرمون بالشهب ، فلا ينجو أن يحترق ، أو يصيبه شرر منه ، قال : فيسقط ، فلا يعود أبدا ، قال : ويرمي بذاك الذي سمع إلى أوليائه من الإنس ، قال : فيحملون عليه ألف كذبة. قال : فما رأيت الناس يقولون : يكون كذا وكذا. قال : فيجيء الصحيح منه كما يقولون الذي سمعوه من السماء ، ويعقبه من الكذب الذي يخوضون فيه» لم أجده بلفظ المؤلف.
انظر «تفسير ابن جرير» ٢١ / ٢٣. سورة الروم.