من جملتهم أبا عبد الله محمد بن هارون بن عبد الله الجوزداني ، وقال : «وذكر أبو الشيخ (١) أنه كان يختلف معه إلى البزار» (٢).
وكذا قال ياقوت : «إنه ينسب إليها جماعة من الرواة» (٣).
وأيضا ذكر السمعاني والحموي في نسبة الجيراني ـ بفتح الجيم ـ : هي نسبة إلى جيران ، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما أظن ، ثم ذكر أسماء المشهورين منها(٤).
فكيف لا تبقى أصبهان خلال التاريخ الإسلامي مورد عناية العلماء ، وهي مركز أهل الحديث ومبعث نشاط الرواة ، حيث بلغ إلى حد كان العلماء يرحلون إليها ويستوطنونها ، وكتاب المؤلف ـ «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» ـ وكذا «ذكر أخبار أصبهان» أكبر شاهد على ما تقدم.
فمن مشاهير المحدثين الحفاظ الذين قدموا إلى أصبهان واستوطنوها : أبو مسعود الرازي الذي أقام بأصبهان ٤٥ سنة ، ثم ارتحل إلى العراق ، ورجع منها إلى أصفهان واستوطنها ، وقد صنف المسند والكتب (٥).
وأحمد بن مهدي بن رستم أبو جعفر المديني ، توفي ٢٧٢ ه ولم يحدث في وقته من الأصبهانيين أوثق منه وأكثر حديثا ، صنف المسند ، كتب بالشام ومصر والعراق (٦).
وقد أقام الطبراني بأصبهان ستين سنة يحدث بها واستوطنها أخيرا ، وتوفي
__________________
(١) أبو الشيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان صاحب «الطبقات» هذا. والنص موجود فيه ٢١٦ / ٢.
(٢) انظر «الأنساب» ٢ / ٤٠٢.
(٣) انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٨٣.
(٤) نفس المصدر ٢ / ١٩٧ ـ ١٩٨.
(٥) انظر ترجمة رقم ١٦٨ من «الطبقات» للمؤلف «وأخبار أصبهان» ١ / ٨٢.
(٦) انظر ترجمة رقم ٢٥٣ من «الطبقات» للمؤلف و «أخبار أصبهان» ١ / ٨٥.