(٨٨) حدثنا ابن الناشىء ، قال : ثنا محمد بن الحسين الكابلي ، قال : ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي (١) سليمان ، عن أبي قيس ، عن ابن سيرين ، عن حكيم بن حزام ، قال : نهاني النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن أبيع ما ليس عندي (٢).
__________________
ـ وشر الأمور محدثاتها.
قال الحافظ في «الفتح» ١٧ / ٩ : ظاهر سياق هذا الحديث أنه موقوف ، لكن القدر الذي له حكم الرفع منه قوله : «وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فإن فيه إخبار عن صفة من صفاته ، وهو أحد أقسام المرفوع.
ثم قال : مع أن الحديث المذكور جاء عن ابن مسعود مصرحا بالرفع من وجه آخر أخرجه أصحاب السنن ، ولكن ليس هو على شرط البخاري ، وأخرجه مسلم من حديث جابر مرفوعا أيضا بزيادة فيه ، وليس هو على شرطه.
والزيادة هي : وكل بدعة ضلالة .. الحديث. انظر «صحيح مسلم» ٦ / ١٥٣ مع النووي ، وانظر «سنن ابن ماجه» ١ / ١٧ ـ ١٨ ، باب اجتناب البدع والجدل.
أخرجه عن جابر وابن مسعود أيضا مرفوعا بلفظ أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «إنّما هما اثنتان : الكلام ، والهدي. فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ألا وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ شرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ...» الحديث.
وقد أخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ١٥ في حديث طويل عن العرباض في آخره : «وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة».
(١) في النسختين : ورد إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، إلّا أنه صحح بهامش ـ أ ـ ه ، ولا شك بأن هذا هو الصواب ، لأن قصد المؤلف إخراج الحديث عنه ، لا عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، فلذلك أثبت الصواب في المتن.
تراجم الرواة : ابن الناشىء : لم أقف عليه.
محمد بن الحسين الكابلي : لم أقف عليه وكذا أبو قيس محمد بن سيرين الأنصاري : من رجال الجماعة. ثقة ، إمام. تقدم في صفحة ٣٤٤.
حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي : صحابي ، أسلم يوم الفتح ، توفي سنة ٥٤ ه ، أو بعدها. انظر «التقريب» ص ٨٠ ، «والتهذيب» ٢ / ٤٤٧.
(٢) في سنده من لم أعثر له على ترجمة ، ومرسل من هذا الطريق أيضا ، لأن ابن سيرين لم يسمع من حكيم بن حزام ، وإينما رواه عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم ، كما أسند الترمذي في ٢ / ٣٥٢ حديثه من هذا الطريق ، فذكر الحديث مثله ، وقال : عن ابن ـ