وهي هيئة نفسانية (١) راسخة تبعث على ملازمة التقوى والمروّة (وتزول بالكبيرة) مطلقا (٢) ، وهي (٣) ما توعّد عليها بخصوصها في كتاب ، أو سنة ، وهي (٤) إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبعين وسبعة.
______________________________________________________
ـ الاستغفار ولا صغير مع الاصرار) (١) ، وخبر عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام (لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار) (٢).
وعن جماعة أنها تذهب بترك المروة وهو مما لا دليل عليه.
(١) قد عرفت ما فيه من الضعف في كتاب الصلاة.
(٢) مع الاصرار وعدمه.
(٣) أي الكبيرة فقيل : إنها المعصية الموجبة للحد ، وقيل : إنها التي عليها الوعيد في الكتاب والسنة ، وقيل إنها التي توعد الله عليها النار في الكتاب أو السنة وهو الصحيح ويدل عليه صحيح ابن أبي يعفور المتقدم (ويعرف باجتناب الكبائر التي أوعد الله عليها النار) (٣) ، وتقدم ما له النفع في كتاب الصلاة.
(٤) أي الكبائر وهو بحث في عددها ، وهو مبني على انقسام الذنوب إلى الصغائر والكبائر ، وهو الذي يدل عليه قوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبٰائِرَ مٰا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ) (٤) ، وهذا ما ذهب إليه المحقق وأكثر المتأخرين ، وعن جماعة منهم المفيد وابن البراج وأبو الصلاح وابن إدريس والطبرسي بل نسبه في التفسير إلى أصحابنا مطلقا أن جميع الذنوب كبائر وذلك لاشتراك الجميع في مخالفة أمر الله تعالى ، وجعلوا الوصف بالكبر والصغر إضافيا فالقبلة المحرمة صغيرة بالنسبة إلى الزنا وكبيرة بالنسبة إلى النظر ، والجميع كبيرة بالنسبة لمخالفة أمر الله تعالى ، وكبيرة بالنسبة لنفسها ، والصحيح أن الجميع كبيرة بالنسبة لمخالفة أمر الله ، ولكن بعضها كبيرة بالنسبة لنفسها وبالنسبة لغيرها كما هو ظاهر الآية المتقدمة. ثم إنه على تقسيم الذنوب فالكبائر مختلف في عددها فعن بعضهم أنها سبع وعن آخر أنها عشر ، وثالث : اثنتا عشر ، ورابع : عشرون ، وقال في الدروس : إنها إلى السبعين أقرب ، وفي الروض : إنها إلى السبعمائة أقرب. وأيضا تقدم ما له نفع في كتاب الصلاة.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٤٧ ـ من أبواب جهاد النفس حديث ١١.
(٢) الوسائل الباب ـ ٤٨ ـ من أبواب جهاد النفس حديث ٣.
(٣) الوسائل الباب ـ ٤١ ـ من أبواب الشهادات حديث ١.
(٤) سورة النساء ، الآية : ٣٥.