كتاب الكفارات (١)
(الكفارات) وهي تنقسم إلى معينة كبعض كفارات الحج ولم يذكرها هنا اكتفاء بما سبق ، وإلى مرتّبة ومخيّرة ، وما جمعت الوصفين (٢) ، وكفارة جمع (فالمرتّبة) ثلاث (كفارة الظهار (٣) ، وقتل الخطأ (٤) ، وخصالهما) المرتّبة (خصال كفارة الإفطار)
______________________________________________________
(١) الكفارة اسم للتكفير ، الذي هو في الأصل بمعنى الستر ، وسميت بذلك لأنها تستر الذنب ، ومنه الكافر لأنه يستر الحق ، ويقال : لليل كافر ، لأنه يستر من يفعل فيه شيئا.
(٢) الترتيب والتخيير.
(٣) فيجب فيها العتق ومع العجز فالصوم شهرين متتابعين ، ومع العجز فإطعام ستين مسكينا ، بلا خلاف فيه لقوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُظٰاهِرُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمٰا قٰالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّٰا ، ذٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ، وَاللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيٰامُ شَهْرَيْنِ مُتَتٰابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسّٰا ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعٰامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) (١) ، وللأخبار.
منها : خبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام (سمعته يقول : جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ظاهرت من امرأتي ، قال : فاذهب فاعتق رقبة ، قال : ليس عندي ، قال : اذهب فصم شهرين متتابعين ، قال : لا أقوى ، قال : اذهب فأطعم ستين مسكينا) (٢) فما ورد من التخيير شاذ كصحيح معاوية بن وهب (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل يقول لامرأته : هي عليه كظهر أمه ، قال : تحرير رقبة ، أو صيام شهرين متتابعين ، أو إطعام ستين مسكينا) (٣) فهو شاذ لمخالفته للكتاب إلا أن يحمل الواو على التقسيم لا على التخيير.
(٤) على المشهور لقوله تعالى : (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلىٰ أَهْلِهِ إِلّٰا ـ
__________________
(١) سورة المجادلة ، الآيات ٣ ـ ٤.
(٢) (الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب الكفارات حديث ٢.
(٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب الكفارات حديث ٣.