أما النصول فهي صيد أربع |
|
ذكور أولاد حكتها الأسبع |
والبيضة الوقداء بنت تتبع |
|
كريمة غرّاء لا تروع |
فصاحب الماء غريب مفتقد |
|
في لجّة ترمى بأصناف الزبد |
والطائر الأجنح ذو الغرب الزغب |
|
تقتله في الحرب عبّاد الصلب |
والثالث المكسور ميت قد دفن |
|
ينزل عقبا بعده طول الزمن |
والرابع الصائل كالليث المرح |
|
يرفل في عراصها ويقترح |
فذاك للخلق امام منتصح |
|
إذا بغاه كافر جهرا ذبح |
وان لقاه بطل عنه جنح |
|
حتى تراهم من صياصيهم بطح |
فاستشعري البشرى فرؤياك تصحّ |
قالت فاطمة فما زلت مفكّرة في ذلك وتتابع حملي وولادتي لأولادي.
فلما كان في الشهر الذي ولدت فيه عليّا رأيت في منامي كأن عمودا حديدا انتزع من أمّ رأسي ثم شع في الهواء حتى بلغ عنان السماء ثم رد إليّ فمكث ساعة فانتزع من قدمي فقلت : ما هذا؟ فقيل : هذا قاتل أهل الكفر ، وصاحب ميثاق النصر ، بأسه شديد تجزع من خيفته الجنود ، وهو معونة الله لنبيّه ومؤيده به على أعدائه ، بحبّه فاز الفائزون ، وسعد السعداء ، وهو ممثل في السماء المرفوعة والأرض الموضوعة والجبال المنصوبة ، والبحار الزاخرة والنجوم الزاهرة ، والشموس الصاحية ، والملائكة المسبّحة ، ثم هتف بي هاتف يقول :
جال الصباح لدى البطحاء إذ شملت |
|
(سودا) بذي خدم فرش المراقيل |
من دلج هام جراثيم جحاجحة |
|
من كلّ مدرع بالحلم رعبيل |
من الجهاضم إذ فاقت قماقمها |
|
دون السحاب على جنح الاثاكيل |
يا أهل مكّة لا تشقى جدودكم |
|
وأبشروا ليس صدق القيل كالقيل |
فقد أتت سود بالميمون فانتحجوا |
|
واجفوا الشكوك واضغاث الأباطيل |
من خازن النور في أبناء مسكنه |
|
من صلب آدم في نكب الضماحيل |
انّا لنعرفه في الكتب متّصلا |
|
بشرح ذي جدل بالحق حصليل |