أن معاوية بن أبي سفيان قال ذات يوم : إنّه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلّا الحديث ، فانظروا من بالباب (١) ، قالوا : معن بن يزيد ، ونصر بن الحجّاج السّلميان ، فأذن لهما ، فلمّا دخلا قال : تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا : نعم ، لم يبق لك رحم في العرب إلّا وصلتها ، فأردت أن تصلنا ، قال : ليس لهذا بعثت إليكما ، ولكنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلّا لذة الحديث ، فقالا : فقرئنا فيما شئت من أمر الجاهلية والإسلام فإن شئت أن نوقف لك (٢) رفيقا ، وإن شئت أن نصدقك صدقناك.
قال : فحمد الله معاوية وأثنى عليه ثم قال : إنّا خير قريش ، ولو أنّ أبا سفيان ولد الناس لكانوا أكياسا. قال : فحمد الله السّلميان ثم قالا : قد ولد الناس من هو خير من أبي سفيان ، آدم صلىاللهعليهوسلم ، فمنهم الأحمر والكيّس ، وأما خير قريش لقريش فمحمّد صلىاللهعليهوسلم ، فما أنت فيه فمن ذلك ، وأما أنت فشرّ قريش لقريش ، أطغيت برّها ، وأكفرت فاجرها ، كأنا بهم قد سألوا من بعدك ما سألوك فضربت أعناقهم ثم ألقوا في السكك ، فكانوا كالزقاق المنتفخة ، فقال معاوية : هل سمع هذا الكلام منكما أحد غيري؟ قالا : لا ، قال : فاخرجا ولا يسمعنّه منكم أحد ، قال خالد بن خداش : قال أبي : فكأن حمّاد بن زيد ربما قال : صخر أبو عبد الرّحمن.
[قال ابن عساكر :](٣) كذا قال ، وإنما هو محمّد بن خالد بن خداش.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن علي بن كرتيلا ، أنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد ، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب ، حدّثني أبو طالب ، حدّثني أبو عمرو ، محمّد بن مروان ، نا محمّد بن خالد بن خداش بن عجلان المهلبي ، نا أبي ، نا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن حسّان ، عن محمّد بن سيرين.
أن معاوية قال ذات يوم : إنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلّا الحديث ، فمن بالباب؟ قالوا : معن بن يزيد ، ونصر بن الحجّاج السّلميان ، فأذن لهما ، فلمّا دخلا قال : تدريان لم بعثت إليكما؟ قالا : نعم ، لم يبق لك في العرب رحم إلّا وصلتها ، فأردت أن تصلنا ، قال : ليس لهذا بعثت إليكما ، ولكنه قد ذهب مني لذة كلّ شيء إلّا الحديث ، فقالا : فقرئنا فيما
__________________
(١) من قوله معاوية ... إلى هنا استدرك على هامش «ز» ، وتلي بكلمة : صح.
(٢) كذا بالأصل : «توقف لك رفيقا» وفي م : «نرفق لك رفيقا» وفي «ز» : «نوفق لك وقفنا» وفي المختصر : «نرقق لك رققنا» وهو أشبه.
(٣) زيادة منا.