الله الزاهد ، نا موسى بن إبراهيم ، نا حمّاد بن عمرو النصيبي ، عن عبد الله بن الوليد ، عن خالد ، قال :
لما حمل نوح في السفينة ما حمل ، جاءت العقرب تحجل فقالت : يا نبيّ الله أدخلني معك ، قال : لا ، أنت تلدغين الناس وتؤذيهم ، قالت : لا ، احملني معك ، فلك الله عليّ أن لا ألدغ من يصلي عليك الليلة.
أنبأنا أبو الحسن بن بركات الخشوعي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : أخبرنا الحسن بن علي ، نا إسماعيل ابن عيسى ، أنا إسحاق بن بشر عن مقاتل قال :
فلمّا جمعهم قال لابنه كنعان (١) ولامرأته (ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ)(٢) ، (قالَ : سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ)(٣) ، قال : فركب نوح بمن معه يقول الله : ولقد نادانا نوح يعني انتصرنا فلنعم ما نصرنا ، قال : وأرسلنا (السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ)(٤) ، (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٥) ، قال : فأوحى الله إلى الأرض أن اخرجي ماءك فأخرجت بغير كيل غضبا لله (٦) ونزل من السماء بغير كيل ، فذلك قوله : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ)(٧) على الخزان ، فأخرجت الأرض عيونها ، وانفجر حيال كلّ عين من السماء مثعبا (٨) ، وعاينت الشياطين العذاب ، فطارت بين السماء والأرض ، فجاء إبليس حين حشر الله على نوح البهائم فأخذ بذنب الحمار ، فلم يدخل الحمار السفينة ، [فدفعه نوح ، فقال : ادخل ولو كان معك الشيطان ، فدخل ، فرأى نوح إبليس في السفينة](٩) فقال (١٠) : ويحك من أدخلك؟ قال : أنت أدخلتني ، وبإذنك دخلت إذ قلت : ادخل ، ولو كانت معك الشيطان ، فدخلت ، قال : أخرج ، فقال : إني منظور ، قال : فأمره أن يقعد على خيزران السفينة (١١).
قال : وحدّثنا إسماعيل ، نا أبو حذيفة ، عن ابن جريج ، عن عطاء ومقاتل عن الضحاك :
__________________
(١) وكان شقيا قد أضمر كفرا ، كما يفهم من عبارة الطبري ١ / ١٨٤.
(٢) سورة هود ، الآية : ٤٢.
(٣) سورة هود ، الآية : ٤٣.
(٤) سورة القمر ، الآية : ١١. وقوله بماء منهمر أي منصب.
(٥) سورة القمر ، الآية : ١٢.
(٦) الأصل : غضب الله ، والمثبت عن «ز» ، وم.
(٧) سورة الحاقة ، الآية : ١١.
(٨) المثعب : مسيل الماء.
(٩) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم ، والمستدرك إلى قوله : فدخل ، عن «ز» ، والباقي عن المختصر.
(١٠) من هنا إلى قوله : دخلت ، سقط من «ز».
(١١) تاريخ الطبري ١ / ١٨٤.