أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا هشام بن سعد قال : سمعت محمّد بن كعب القرظي يقول : كان نوح إذا أكل قال الحمد لله ، وإذا شرب قال : الحمد لله ، وإذا لبس قال : الحمد لله ، وإذا ركب قال : الحمد لله ، فسمّاه الله عبدا شكورا.
قال : وأخبرنا ابن المبارك ، أنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً)(١) قال : لم يأكل شيئا قط إلّا حمد الله ، ولم يشرب شرابا قط إلّا حمد الله ، ولم يمش مشيا قط إلّا حمد الله ، ولم يبطش بشيء قط إلّا حمد الله ، فأثنى عليه أنه كان عبدا شكورا.
أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا محمّد بن يوسف ، أنا محمّد بن حماد ، أنا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن قتادة في قوله : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً) قال : كان إذا لبس ثوبا قال : بسم الله ، وإذا أخلقه قال : الحمد لله.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أنا علي بن محمّد ، أنا أبو القاسم الحرقي ، أنا أبو بكر النجّاد ، أنا أبو بكر القرشي ، نا يحيى بن جعفر ، أنا يزيد بن هارون ، أنا أصبغ بن يزيد أن نوحا كان إذا خرج من الكنيف قال ذلك ، فسمي عبدا شكورا.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد (٢) بن أحمد بن محمّد بن أبي شريح ، أنا أبو جعفر محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار الرّذاني ، أنا أبو أحمد حميد بن زنجويه النّسوي (٣) ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن عمران بن سليم قال :
إنما سمي نوح عبدا شكورا لأنه كان يقول الحمد لله الذي كساني ولو شاء أعراني ، والحمد لله الذي أطعمني ولو شاء أجاعني ، حتى في إحداثه يقول إذا قضى حاجته : الحمد لله الذي أخرج عني أذاه ولو شاء حبسه.
__________________
(١) سورة الإسراء ، الآية : ٣.
(٢) قوله «بن محمد» سقط من «ز» ، وهو مثبت في م ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٢٦ وسماه : عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن أبي شريح.
(٣) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : النسري ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١٩ وفيها : النسائي.