الحصى بجبهته آثارا من شجاج ، فلما رأى عمر كثرة ما ينساب عليه من الدم على لحيته قال : امسح عنك الدم ، فعرف عثمان أن عمر قد ندم على ما فرط منه ، فقال : يا أمير المؤمنين لا يهولّنّك الذي أصبت مني ، فو الله إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما فعلت بي ، فأعجب بها عمر من رأيه وحلمه فازداد في عينه خيرا.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أخبرنا عبد الوهّاب بن محمّد ـ زاد أحمد ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أخبرنا أحمد بن عبدان ، أنا محمّد بن سهل ، أنا البخاري قال (١) : وقال ابن [أبي](٢) أويس عن أخيه عن سليمان عن ابن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن حديث نوفل بن مساحق انتجى عمر بن الخطّاب فذكر بعض القصة.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرزّاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن نوفل بن مساحق قال : بينما عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب ـ وكان عاملا له ـ بهذه القصة ولم يذكر معمر في إسناده عمر وقولهما أولى بالصواب من قول معمر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو محمّد بن رباح (٣) ، أنا أبو بكر المهندس ، نا أبو بشر الدولابي ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى ابن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : نوفل بن مساحق ، ثم ذكره في أهل البصرة ، ولم يصنع شيئا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو (٤) بن منده ، أنا أبو محمّد بن يوه ، أنا أبو الحسن اللّنباني (٥) نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمّد بن سعد قال (٦) : في الطبقة الثانية
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٠٩.
(٢) سقطت من الأصل وم و «ز» ، واستدركت عن التاريخ الكبير.
(٣) تحرفت بالأصل إلى : رياح.
(٤) تحرفت بالأصل وم إلى : عمر ، والمثبت عن «ز».
(٥) تحرفت بالأصل و «ز» إلى : اللبناني ، وفي م : البناني ، والصواب ما أثبت : اللنباني ، بتقديم النون.
(٦) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.