قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسين الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري قال (١) : ذكر علي بن محمّد عن أشياخه قال : ولما انصرف الترك إلى بلادهم بعث الجنيد سيف بن وصّاف العجلي من سمرقند إلى هشام ، فجبن عن السير ، وخاف الطريق ، فاستعفاه فأعفاه ، وبعث نهار بن توسعة أحد بني تيم اللات ، وزميل بن سويد المري (٢) ـ مرة غطفان ـ وكتب إلى هشام. قال : فدعا هشام نهار بن توسعة ، فسأله عن الخبر ، فأخبره بما شهد ، فقال نهار :
لعمرك ما حابيتني إذ بعثتني |
|
ولكنما عرّضتني للمتالف |
دعوت لها قوما فهابوا ركوبها |
|
وكنت امرأ ركّابة للمخاوف |
وأيقنت إن لم يدفع الله أنني |
|
طعام سباع أو لطير عوائف |
قرين عراك وهو أهون (٣) هالك |
|
عليك وقد زمّلته بصحائف |
فإني وإن آثرت منه قرابة |
|
لأعظم حظّا في حباء (٤) الخلائف |
على عهد عثمان وفدنا وقبله |
|
وكنا أولى مجد تليد وطارف |
قال : وكان عراك معهم في الوفد ، وهو ابن عم الجنيد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضل بن غسان ، نا أبي قال : قال أبو عبد الله مصعب : وكان نهار بن التوسعة العبدي شاعرا وكان متألها وحدّثني مصعب بن عبد الله ، حدّثني سعيد بن عمرو بن الزبير ، عن أبي عمرو قال :
خرج نهار بن توسعة في الجيش الذي خرجوا مع الحنيف بن السجف يدفعون على أهل المدينة أيام مروان بن الحكم حبيش بن دلجة القيني الذين بعثهم إلى ابن الزبير ولقوهم بالرّبذة ، فخرج رجل من أهل الشام يدعوهم إلى البراز فخرج إليه نهار بن توسعة فقتله ، فقال :
__________________
(١) الخبر والشعر في تاريخ الطبري ٧ / ٧٩ حوادث سنة ١١٢.
(٢) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : المزني ، والتصويب عن تاريخ الطبري.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ الطبري : أيسر.
(٤) الحباء : العطاء.