والحسين عليهماالسلام خاصّة إن كنت ترى انّك تعصي الله عز وجل وتدخل الجنة وموسى بن جعفر عليهالسلام أطاع الله ودخل الجنّة، فأنت إذن اكرم على الله تعالى من موسى بن جعفر عليهالسلام والله ما ينال أحد ما عند الله تعالى إلّا بطاعته وزعمت انّك تناله بمعصيته؟! فبئس ما زعمت، فقال له زيد: أنا أخوك وابن أبيك، فقال له أبوالحسن عليهالسلام: أنت أخي ما أطعت الله عزَّ وجلَّ انّ نوحاً عليهالسلام قال: «رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ» فقال الله تعالى: «يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ...» فأخرجه الله تعالى عز وجل من أن يكون من أهله بمعصيته(١).
وذكر الشيخ المفيد رحمهالله من جملة أولاده العباس وهارون وعبدالله وعبيدالله والفضل وسليمان والحسن ورقية وأم أبيها ورقية الصغرة (كلثوم) وأم جعفر ولبابة وزينب وخديجة وعليّة وحسنة وبريهة وعبّاسة وأم سلمة وميمونة وأم كلثوم، وقال الشيخ المفيد رحمهالله ولكلّ واحد من ولد أبي الحسن موسى عليهالسلام فضلٌ ومنقبة مشهورة.
أقول: أولاد الامام موسى بن جعفر عليهالسلام ظلموا، قتلوا، شرّدوا، كما صنعوا بالائمة الطاهرين من أبناء الزهرا عليهاالسلام وقبورهم شتى والعزاء لمولاتي الزهراء عليهاالسلام. نعزّيها بأبناءها على لسان الشاعر:
هالنوح يا فاطم على منهو توحين |
|
نوحچ على المسموم لو نوحچ على احسين |
نادت ودمع العين على الخد بادي |
|
لو تسألوني يا خلگ كلهم أولادي |
لچن مصاب احسين ساطي في فؤادي |
|
أعظم مصيبة هوَّنتها امصيبة حسين |
دهري رماني بالرزايا بكل غالي |
|
وشتّت اولادي عن يميني وعن شمالي |
ما شوف يوم من الحزن مرتاح بالي |
|
البعيد عني والذي مني قريبين |
منهم ابسامرا ومنهم في خراسان |
|
ومنهم بارض طيبه ومنهم بارض كوفان |
اعظم مصيبة مصيبة المذبوح عطشان |
|
حسين وينه اللي يواسيني على احسين |
لا تحسبوني للرضا في طوس ما جيت |
|
ولا إلى بغداد ما رحت أو تعنّيت |
كلهم عليهم نوَّحت والدمع هلّيت |
|
واعظم عليَّ لو نعى الناعي على احسين |
_________________________
(١) منتهى الآمال: ٢ / ٣٧٧ ـ ٣٧٨.