يمهلوه من اتمامها فحمل من ذلك المكان الشريف، وقيد وهو يذرف الدموع ويوجه شكواه إلى جده الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلاً: «إليك أشكوا يا رسول الله»(١).
ولم يحترم هارون قداسة القبر الشريف، فهتك حرمته، وحرمة أبناءه التي هي أولى بالرعاية والمودة من كل شيء، كما لم يحترم الصلاة التي هي أقدس عبادة في الإسلام فقطع عليه صلاته وأمر بتقييده وحمل إليه الامام وهو يرسف في ذل القيود فلما مثل عنده جفاه وأغلظ له في القول، وكان اعتقاله في سنة (١٧٩هـ) في شهر شوال لعشرٍ بقين منه(٢).
قطع الرشيد عليه فرض صلاته |
|
قسراً وأظهر كامن الأحقاد |
حتى إليه دسَّ سمّاً قاتلاً |
|
فأصاب أقصى منيةٍ ومراد |
* * *
عجيب امصيبته والله عجيبه |
|
من سجن السجن ظالم يجيبه |
|
او چبده امن الولم زايد لهيبه |
|
ولم يزل عليهالسلام يُنقل من سجن إلى سجن حتى قضى إمامنا نحبه صابراً محتسباً مسموماً في سجن السندي بن شاهك.
هلن دمه ابدال الدمع يعيون |
|
على الگظه غريب ابسجن هارون |
امگيد بالحديد أو زرگ المتون |
|
أجل چا وين هاشم ما يحضرون |
|
الجثة الكاظم خل يشيعون |
|
_________________________
(١) حياة الامام موسى بن جعفر عليهالسلام لمحقق الشيخ باقر شريف القرشي ج ٢ ص ٢٦٤ ـ ٢٦٥ نقلاً عن المناقب ٢ / ٣٨٥.
(٢) حياة الامام موسى بن جعفر للشيخ باقر شريف القرشي ج ٢ ص ٤٦٥ نقلاً عن البحار ١١ / ٢٩٦ ط. القديمة.