ثلاثون ديناراً والجملان، فقلتُ يا مُبارك: ادعُ لي فيها بالبركة، فدَخَلَ ودعا، وحدَّثني عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال: تمسّكوا ببقايا المصائب (أي عدم الجزع عند المصائب) ثمَّ علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة وزكت فبعتُ منها بعشرة آلاف(١).
٥ ـ كرمه وإحسانه إلى صعلوك: يُروى ان الرشيد تقدم إلى موسى بن جعفر عليهالسلام بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يُحمل إليه فقال عليهالسلام إنّي قد فتشتُ الأخبار عن جدي رسول الله فلم أجد لهذا العيد خبراً وإنّه سُنّة للفرس ومحاها الإسلام ومعاذ الله أن نُحي ما محاه الإسلام فقال الرشيد إنّما نفعل ذلك سياسة للجند فسألتك بالله العظيم إلّا جلست فجلس عليهالسلام ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنونه ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم الرشيد يُحصي ما يحمل فدَخَلَ في آخر الناس رجل شيخ كبير السن، فقال له يا ابن بنت رسول الله إنّي رجلٌ صعلوكٌ لا مال لي أتحفك ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدّي في جدّك الحسين عليهالسلام قال عليهالسلام قل فقال:
عجباً لمصقولٍ عَلاكَ فِرنده |
|
يوم الهياج وقد عَلاك غبارُ |
ولأسهمٍ نفذتك دون حرائرٍ |
|
يدعون جدّك والدموع غزار |
هلّا تضعضعت السهام وعاقها |
|
عن جسمك الإجلال والإكبار |
فقال عليهالسلام اجلس قد قبلتُ هديتك بارك الله ورفع رأسه إلى الخادم وقال امض إلى هارون وعرفه بهذا المال وما يَصنع به فمضى الخادم وعاد وهو يقول كلّها هبة مني له يفعل به ما أراد، فقال الكاظم عليهالسلام للشيخ اقبض جميع هذا المال فهو هبة منّي لك، نعم كان أسخى أهل زمانه وابذلهم لماله، وخصوصاً لمن يذكره بجدّه الحسين عليهالسلام، وكان للإمام موسى بن جعفر حالات خاصة مع مصيبة جدّه الحسين عليهالسلام خصوصاً إذا دخل عليه شهر المحرَّم وكان لا يُرى ضاحكاً وكانت
_________________________
(١) (راجع بحار الأنوار ج ٤٨ ص ٢٩ نقلاً عن كشف الغمة ج ٣ ص ١٠ والخطيب البغدادي في تأريخه ج ١٣ ص ٢٩).