هذه الليلة إلى
المدينة مدينة جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لأعهد إلى علي ابني ما عهده إليَّ أبي واجعله وصيّي وخليفتي وامره بأمري، قال المسيب فقلت يا مولاي كيف تأمرني ان افتح لك الأبواب والحرس معي على الأبواب، فقال يا مسيّب ضعف يقينك في الله عزَّ وجلَّ وفينا فقلت لا يا سيّدي ادع الله أن يثبتني، فقال اللهم
ثبّته ثم قال اني ادعوا الله عز وجل باسمه العظيم الذي دعا به اصف حتى جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يدي سليمان قبل ان يرتد عليه طرفه حتى يجمع بيني وبين ابني علي بالمدينة قال المسيب فسمعته عليهالسلام
يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائماً على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجليه فخررت لله ساجداً لوجهي شكراً على ما أنعم به عليَّ من معرفته، فقال لي ارفع رأسك يا مسيب واعلم اني راحلٌ إلى الله عز وجل في ثالث هذا اليوم قال فبكيت، فقال لي لا تبك يا مسيب فان علياً ابني هو إمامك ومولاك بعدي فاستمسك بولايته فانّك لا تضل مالزمته فقلت الحمدلله. قال ثم ان سيّدي دعاني في ليلة اليوم الثالث فقال لي اني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز وجل فاذا دعوت بشربة من ماء فشربتها ورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واصفر لوني واحمرَّ واخضرَّ وتلوَّن ألوناً فخبِّر الطاغية بوفاتي، فاذا رأيت بي هذا الحديث فاياك ان تظهر عليه أحداً ولا على من عندي إلا بعد وفاتي، قال المسيّب بن زهير فلم ازل ارقب وعده حتى دعا عليهالسلام بالشربة فشربها ثم دعاني فقال لي يا مسيب ان هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم انه يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات ان يكون ذلك أبداً، فاذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مضربات ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به فان كل تربة لنا محرمة إلّا تربة جدّي الحسين بن علي عليهالسلام
فان الله عز وجل جعلها شفاء لشيعتنا وأولياءنا قال ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به عليهالسلام
جالساً إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا عليهالسلام
وهو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى عليهالسلام
وقال لي أليس قد نهيتك يا مسيب فلم ازل صابراً حتى مضى وغاب الشخص ثم انهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي بن شاهك، وفي بحار الأنوار، عن عمر بن واقد قال ارسل اليَّ السندي بن شاهك في بعض الليل وأنا ببغداد سيتحضرني فخشيت ان يكون