البيت؟ قال: كان يقتلهم على الملك لانَّ المُلك عقيم ثم أخد يحدثهم عن ذلك قائلاً: لقد حججت معه سنة فلما انتهى إلى المدينة قال لا يدخل عليَّ رجل من أهلها أمن المكيين سواء كان من أبناء المهاجرين والأنصار أو من بني هاشم حتى يعرفني بنسبه وأسرته، فأقبلت إليه الوفود تترى وهي تعرّف الحاجب بأنسابها، فيأذن لها، وكان يمنحها العطاء حسب مكانتها ومنزلتها، وفي ذات يوم اقبل الفضل بن الربيع حاجبه وهو يقول له: رجل على الباب، زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام، فلما سمع ذلك هارون أمر جلساءه بالوقار والهدوء ثم قال لرئيس تشريفاته إئذن له، ولا ينزل إلا على بساطي. وأقبل الامام عليهالسلام وقد وصفه المأمون فقال إنه شيخٌ قد انهكته العبادة كأنه شن بال قد كلمَّ السجود وجهه، فلما رآه هارون قام إليه وأراد الامام أن ينزل عن دابته، فصاح الرشيد لا والله إلا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه بالإجلال والإكبار والاعظام، وسار راكب إلى البساط، والحجاب وكبار القوم محدقون به، واستقبله هارون فقبل وجهه وعينيه، وأخذ بيده حتى صيّره في صدر مجلسه وأقبل يسأله عن أحواله ويحدّثه ثم قال له:
يا أبا الحسن ما عليك من العيال؟ قال
الامام يزيدون على الخمسمائة. قال هارون: أولاد كلهم؟ قال الامام: لا أكثرهم موالي وحشمي وأما الولد فلي نيف وثلاثون ثم بين له عدد الذكور والإناث، فقال هارون: لم لا تتزوج النسوة من بني عمومتهن؟ فقال الامام عليهالسلام:
اليد تقصر عن ذلك. فقال هارون: ما حالُ الضيعة؟ قال الامام عليهالسلام
تعطي في وقت وتمنع في آخر، قال هارون: فهل عليك دين؟ قال الامام عليهالسلام:
نعم، قال هارون: كم؟ قال الامام عليهالسلام:
نحو من عشرة آلاف دينار، قال هارون: يا بن عم، أنا أعطيك من المال ما تزوج به أولادك وتعمر به الضياع. قال الامام عليهالسلام:
وصلتك رحم يا بن العم، وشكر الله لك هذه النية الجميلة، والرحم ماسة واشجة، والنسب واحد، والعباس عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وصِنو أبيه وعم علي بن أبي طالب عليهالسلام
وصنو أبيه، وما أبعدك الله من أن تفعل ذلك وقد بسط يدك وأكرم عنصرك وأعلى محتدك، فقال هارون: أفعل ذلك يا أبا الحسن وكرامة، فقال له