والحجر، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من يد هارون»(١).
استجاب الله دعاءه وأطلق سراحه في غلس الليل بسبب رؤيا رآها هارون فخاف وأطلق سراح الامام عليهالسلام وأعطاه ثلاثين ألف درهم.
وكان الامام الكاظم عليهالسلام قد رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال له يا موسى لقد سُجنت مظلوماً، قل هذه الكلمات فانّك لا تبقى في الحبس هذه الليلة، فقلت له بأبي أنت وأمي ما أقول فقال قل: «يا سامع كل صوت ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت أسألك باسمائك الحسنى وباسمك الاعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطّلع عليه أحدٌ من المخلوقين، يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته ياذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصى عدداً، فرّج عنّي».
وفرّج الله عنه، فخلى هارون سبيله، وقد مكث في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعينها التأريخ.
وبقيَ الامام عليهالسلام بعد اطلاق سراحه في بغداد لم ينزح عنها إلى يثرب وكان يدخل على هارون الرشيد في كل اسبوع مرّة في يوم الخميس(٢).
وأكبر الظن ان الرشيد فرض عليه الاقامة الجبرية. وقد ذهب لذلك السيد مير علي الهندي فقال: «وقد حدث مرتين ان سمح الرشيد لهذا الامام الوديع بالرجوع إلى الحجاز ولكن شكوكه تستولي عليه فيبقيه في الحبس»(٣).
وكان الامام عليهالسلام بذل جهوده وهو في بغداد لإرشاد الناس وهدايتهم إلى طريق الحق، فقد اهتدى بشر الحافي وتاب على يده حتى صار من عيون الصالحين والمتقين.
_________________________
(١) نفس المصدر السابق: ٤٧٢ ـ ٤٧٣.
(٢) نفس المصدر السابق: ٤٧٥.
(٣) نفس المصدر السابق: ٤٧٦ نقلاً عن مختصر تاريخ العرب: ٢٠٩.