الرابع: أربعون الذكور منهم ١٨ والاناث ٢٢.
الخامس: ستون الذكور ٢٣ والاناث ٣٧.
وسوف نذكر عرضاً موجزاً لقسمٍ منهم.
١ ـ الامام علي بن موسى الرضا عليهالسلام
هو الإمام الثامن من أئمة أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ولد عليهالسلام في يثرب سنة ١٤٨ هـ واستشهد على يد المأمون العباسي في طوس عام ٢٠٣ هـ وقد تحدّث ابراهيم بن عباس عن سمو أخلاق الامام عليهالسلام: «ما رأيتُ ولا سمعتُ بأحد أفضل من علي بن موسى الرضا، وشهدتُ منه مالم أشاهد من أحدٍ، ما رأيته جفا أحداً بكلامٍ قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغُ منه، وما ردَّ أحداً عن حاجةٍ قدر عليها، ولا مدَّ رجليه بين يدي جليس قط، ولا اتكأ بين يدي جليس قط، ولا رأيته يشتم أحداً من مواليه ومماليكه، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب والسائس، وكان قليل النوم بالليل كثير الصوم ولا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول ان ذلك يعدل صيام الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدقوه...»(١).
وقال عبدالسلام بن صالح الهروي: «ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا عليهالسلام ولا رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتي، ولقد جمع له المأمون في مجالس له عدداً من علماء الأديان، وفقهاء الشريعة والمتكلمين، فغلبهم عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد إلّا أقرَّ له بالفضل، وأقر على نفسه بالقصور ولقد سمعته يقول: كنت أجلس في (الروضة) والعلماء بالمدينة متوافرون فاذا ... الواحد منهم عن مسألة أشاروا لي بأجمعهم، وبعثوا إليَّ المسائل فأجيب عنها...»(٢).
_________________________
(١) حياة موسى بن جعفر للقرشي: ٢ / ٣٨٠ نقلاً عن كشف الغمة: ٣ / ١٠٦.
(٢) كشف الغمة: ٣ / ١٠٧.