لم تمس يده يد إمرأة لا تحلّ ، وأسخى الناس وكان يكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، ويتألّف أهل الشرف بالبرّ لهم ، ولا يجفو على أحد ، ولا لعن إمرأة ولا خادماً بلعنةٍ وما شتم أحداً يشتمة وغير ذلك من الأوصاف الحميدة والأخلاق الطيّبة (١).
قوله عليهالسلام : «وَأَجْوَدَ الْمُسْتَمْطَرِينَ دِيمَةً» الديمة : المطر الذي ليس فيه رعد ولا برق ، وأقلّه ثلث النهار أوثلث الليل ، وأكثر ما بلغ من العدّة قاله الجوهري (٢).
كني بذلك عن غاية جوده وكرمه ، وقد كان صلىاللهعليهوآله إذا أمسى آوى إلى البيت فلا يجد فيه شيئاً من فضّة أوذهب إلّا تصدّق به ، ولم يبت في بيته منه شيى. وكان يكرم من يدخل عليه حتّى ربّما بسط ثوبه ، ويؤثر الداخل بالوسادة النبيّ تحته.
وقال أبو طالب فيه :
وأبيض يستسقى الغمام بوجه |
|
ثمال التيامى عصمة للأرامل |
يطيف به الهلاك من آل هاشم |
|
فهم عنده في نعمة وفواضل |
* * *
__________________
١ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ١٤٥ ـ ١٤٧.
٢ ـ الصحاح : ج ٥ ، ص ١٩٢٤.