وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا» (١) (٢).
وفي خبر آخر جاء أبوجهل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يصلّي ليطأ على رقبته ، فجعل ينكص على عقبيه ، فقيل له : مالك؟
قال : إنّ بيني وبينه خندقاً من نار مهولا ، ورأيت ملائكة ذوي أجنحة ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لودنا منّي لاختطفته الملائكة عضواً عضوا ، فنزل : «أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ * عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ» (٣) (٤).
وذكروا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان إذا مشى يتكفّأ ، وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه ، فالتفت صلىاللهعليهوآله يوماً فرآه يفعل ذلك.
فقال صلىاللهعليهوآله : فكذلك فلتكن ، فكان الحكم مختلجاً يرتعش من يومئذٍ (٥).
قوله عليهالسلام : «وخلعت إليه العرب أعنّتها» هذا مثل معروف بين الناس ، معناه أوجفوا إليه مسرعين لمحاربته ، لأن الخيل إذا خلعت أعنّتها كان أسرع لجريها ، قاله : إبن أبي الحديد (٦).
قوله عليهالسلام : «وَضَرَبَتْ إِلىٰ مُحٰارَبَتِهِ بُطُونَ رَوٰاحِلِهٰا» الرواحل : جمع الراحلة وفي لسان العرب : الراحلة من الإبل : البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والاُنثى فيه سواء ، والهاء فيها للمبالغة (٧).
وقال الجزري وفي الحديث : «تجدون الناس كابل مائةٍ ليس فيها راحلة» أي : الرجل الكامل في الناس قليل كقلّة الراحلة في الآبال (٨).
__________________
١ ـ الإنسان : ٢٤.
٢ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٥٧.
٣ ـ العلق : ٩ ـ ١٠.
٤ ـ المناقب لإبن شهراشوب : ج ١ ، ص ٧١.
٥ ـ الإستيعاب : ١ ، ص ٢٥٩ ـ ٣٦٠.
٦ ـ شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : ج ١٠ ، ص ١٦٤.
٧ ـ لسان العرب : ج ١١ ، ص ٢٧٧ ، مادة «رحل».
٨ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ٢ ، ص ٢٠٩.