أخرجه الشيخ الطوسي في أماليه عن مسلم الملائي قال : جاء أعرابي إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله فقال : والله يا رسول الله ، لقد أتيناك ومالنا بعير يئط (١) ، ولا غنم تغط (٢) ، ثم أنشأ أبياتاً :
أتيناك يا خير البريّة كلّها |
|
لترحمنا ممّا لقينا من الأزْلِ (٣) |
أتيناك والعذراء يدمىٰ لبانها (٤) |
|
وقد شغلت اُم البنين عن الطفل |
وألقى بكفّيه الفتى إستكانة |
|
من الجوع ضعفاً ما يمّر ولا يحلي |
ولا شيئ ممّا يأكل الناس عندنا |
|
سوى الحنظل العاميّ (٥) والعِلهَز (٦) الفَسْل |
وليس لنا إلّا إليك فرارنا |
|
وأين فرار الناس إلّا إلى الرسول |
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله للصحابة : إنّ هذا الأعرابي يشكو قلّة المطر وقحطاً شديداً. ثم قام يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه إلى أن قال : اللّهم إسقنا غيثاً مُغيثاً ، مريئاً ، مُرِيعاً ، غَدَقاً ، طَبَقاً ، عاجِلاً غير رائثٍ (٧). نافعاً غير ضارٍّ تملأ به الزرع ، وتنبت الزرع ، وتحيى به الأرض بعد موتها.
__________________
١ ـ أطيط الإبل : صوتها وحنينها.
٢ ـ الغطيط : الصوت ايضاً.
٣ ـ الأزل : القحط والجدب.
٤ ـ اللبان ـ بالكسر ـ : الرضاع.
٥ ـ الحنظل العامي : أي اليابس ، الذي اُتي عليه عام.
٦ ـ العلهز : نبت كالبردي.
٧ ـ المغيث : العام ، والمريع ، المخصب ، والغَدَق : الغزير الغامر ، وغير رائث : أي غير بطيئ.