دمشق ، ودخلت عليهم الرايات السود الهاشمية من الأبواب كلها. فاستعرضتهم قتلا بالسيف ثلاث ساعات حتى المساء ثم رفع عنهم السيف باقي اليوم ، وأعطوهم الأمان. وأمر عبد الله بن علي بهدم سور مدينة دمشق ، وأقام عبد الله في عسكره ، وأقام كل عسكر في مركزه خمسة عشر يوما ، وقتل الوليد بن معاوية.
أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط (١) : سنة أربعين ومائة فيها كتب أمير المؤمنين أبو جعفر لصالح بن علي يأمره ببناء مدينة المصّيصة فوجّه جبريل بن يحيى فرابط بها حتى بناها وفرغ منها سنة إحدى وأربعين ومائة.
وولي جبريل بن يحيى ناحية يعني من خراسان لأبي جعفر (٢).
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني وغيره ، قالوا : أنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ قال : في ذلك العالم يعني سنة اثنتين وأربعين ومائة وجّه صالح بن علي جبريل بن يحيى الخراساني في جماعة من أهل خراسان إلى المصّيصة فبنى مدينتها القديمة وعمّرها وأنزلها الناس.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمّد بن هبة الله ، أنا محمّد بن الحسن ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال (٣) : سنة سبع وأربعين ومائة : خرج الترك (٤) وسبوا سبايا
__________________
(١) رواه خليفة بن خياط في تاريخه ص ٤١٨ وجاء في تاريخ الطبري ٤ / ٣٩٧ سنة ١٤١ قال : وفي هذه السنة فرغ من بناء مدينة المصيصة على يدي جبرائيل بن يحيى الخراساني.
وجاء في الكامل لابن الأثير ٣ / ٥٤٧ حوادث سنة ١٤٠ قال : وفيها أمر المنصور بعمارة مدينة المصيصة على يد جبرائيل بن يحيى ، وكان سورها قد تشعث من الزلازل ، وأهلها قليل ، فبنى السور وسماها المعمورة ، وبنى بها مسجدا جامعا ، وفرض فيها لألف رجل ، وأسكنها كثيرا من أهلها.
(٢) تاريخ خليفة ص ٤٣٢ تحت عنوان : تسمية عمال أبي جعفر : خراسان.
(٣) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ١٣٢ وانظر الكامل في التاريخ لابن الأثير ٣ / ٥٩٤ والبداية والنهاية ١٠ / ١١٠ وتاريخ الطبري ٤ / ٤٨٢.
(٤) تقرأ بالأصل : اليرموك ، والتصويب عن المعرفة والتاريخ ، وفي المصادر الأخرى : أغار استرخان الخوارزمي في جمع من الترك.