في رواية أخرى فقال :
«مرها فلتركب ، فإن الله عن تعذيب أختك لغنيّ» [١٤١٠١].
كان (١) قاضي الجند بإفريقية لهشام بن عبد الملك ، وكان عمر بن عبد العزيز أخرجه من مصر إلى المغرب ليقرئهم القرآن ، وكان أحد القراء الفقهاء.
[٩٧٨٨] جعد بن درهم
[أصله من خراسان ، ويقال إنه من موالي بني مروان ، سكن الجعد دمشق ، كانت له بها دار بالقرب من القلانسيين إلى جانب الكنيسة](٢).
أول من قال بخلق القرآن. كان يسكن دمشق ، وله بها دار ، وهو الذي ينسب إليه مروان ابن محمد ، لأنه كان معلمه. وقيل إنه كان من أهل حرّان ، هو الذي قتله خالد بن عبد الله القسري بالكوفة يوم الأضحى ، وكان أول من أظهر القول بخلق القرآن في أمة محمد ، فطلبه بنو أمية فهرب من دمشق وسكن الكوفة ، ومنه تعلم الجهم بن صفوان بالكوفة خلق القرآن (٣) ، وهو الذي تنسب الجهمية (٤) إليه ، وقتله سلم بن أحوز بأصبهان.
سئل أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الغسيلي : من أين كان جهم؟ قال : من ترمذ ، وكان يذهب في بدء أمره ، ثم صار صاحب جيش الحارث بن سريج بمرو ، فقتله سلم بن أحوز في المعركة وقبره بمرو. وسئل : ممن أخذ ابن أبي دؤاد؟ فقال : من بشر المريسي ، وبشر المريسي أخذه من جهم بن صفوان ، وأخذه جهم من الجعد بن درهم ، وأخذه جعد بن
__________________
(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ٣ / ٣٦٩ من طريق أبي سعيد بن يونس.
[٩٧٨٨] ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٣٣ وميزان الاعتدال ١ / ٣٩٩ وتاريخ الطبري (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية والنهاية ٩ / ٣٨٢ ولسان الميزان ١ / ١٠٥ والنجوم الزاهرة ١ / ٣٢٢ واللباب ١ / ٢٣٠ وتاريخ الخميس ٢ / ٣٢٢ والوافي بالوفيات ١١ / ٨٦.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن البداية والنهاية ٩ / ٣٨٢ نقلا عن ابن عساكر. وزاد ابن كثير قال : وهي محلة من الخواصين اليوم غربيها عند حمام القطانين الذي يقال له حمام قليس.
(٣) الجهم بن صفوان أبو محرز الراسبي السمرقندي وهو رأس الجهمية الذين ينسبون إليه من المجبرة ظهرت بدعته بترمذ انظر ترجمته وأخباره في سير الأعلام ٦ / ٢٦.
(٤) الجهمية وهم أصحاب الجهم بن صفوان وقد ذهبوا إلى القول أن الإنسان لا يوصف بالاستطاعة على الفعل بل هو مجبور بما يخلقه الله تعالى من الأفعال على حسب ما يخلقه في سائر الجمادات وأن نسبة الفعل إليه إنما هو بطريق المجاز (انظر الفرق بين الفرق ـ والملل والنحل).