[٩٧٧٧] جرجة بن عبد الله الرومي
أسلم على يدي خالد بن الوليد يوم اليرموك وحسن إسلامه ، وقاتل الروم فاستشهد في يومه.
وكان قائدا من قواد الروم وخرج يوم اليرموك حتى كان بين الصفين ، ونادى : ليخرج إلي خالد ، فخرج إليه خالد وأقام أبا عبيدة مكانه ، فوافقه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما وقد أمن أحدهما صاحبه ، فقال جرجة : يا خالد ، اصدقني ولا تكذبني ، فإن الحر لا يكذب ، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله (١) ، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه ، فلا تسلّه على جند أبدا إلا هزمتهم؟ فقال : لا. قال : فبم سمّيت سيف الله؟ فقال : إن الله عزوجل بعث فينا نبيّه صلىاللهعليهوسلم ، فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا ، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه ، وبعضنا كذبه وباعده ، فلما ناوأنا كنا على ذلك (٢) ، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله ، ثم إن الله عزوجل أخذ بقلوبنا ونواصينا إليه ، فهدانا به فتابعناه (٣) فقال : أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين (٤). قال : صدقتني. ثم أعاد عليه جرجة : يا خالد ، أخبرني إلام تدعون؟ فقال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله. قال : فمن لم يجبكم؟ قال : فالجزية ونمنعكم (٥). قال : فمن لم يعط (٦) هذا؟ قال : نؤذنه بحرب ثم نقاتله. قال : فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟ قال : منزلتنا واحدة فيما افترض الله عزوجل علينا ، شريفنا ووضيعنا ، أولنا وآخرنا. ثم أعاد عليه جرجة : يا خالد ، هل لمن دخل فيكم اليوم مثل مالكم من الأجر والذخر؟ قال : نعم ، وأفضل. قال : وكيف يساوي بكم (٧) وقد سبقتموه؟ فقال : إنا دخلنا في
__________________
[٩٧٧٧] انظر أخباره في تاريخ الطبري ١ / ٣٣٧ والكامل لابن الأثير (الفهارس) ، وفتوح الشام للواقدي (الفهارس) والبداية والنهاية ٧ / ١٦ وما بعدها. وجرجة ضبطت عن الإكمال لابن ماكولا بفتح الجيم والراء والجيم الثانية.
(١) انظر الخبر في تاريخ الطبري ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ حوادث سنة ١٣ وانظر الكامل لابن الأثير ٢ / ٤١٢ والبداية والنهاية ٧ / ١٦.
(٢) قوله : «فلما ناوأنا كنا على ذلك ، ليس في المصادر السابقة.
(٣) في البداية والنهاية : وبايعناه.
(٤) زيد في تاريخ الطبري : ودعا لي بالنصر ، فسميت سيف الله بذلك ، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
(٥) في تاريخ الطبري والبداية والنهاية : نمنعهم.
(٦) في تاريخ الطبري : فإن لم يعطها؟
(٧) الطبري والبداية والنهاية : يساويكم.