في علمه ، صنّف الكثير في الفقه وغيره ودرّس (١) وحدّث عن أبي حامد الإسفرايني وغيره ، حدّثنا عنه جماعة ، وهو أول من نشر هذا العلم بصور ، وانتفع به جماعة ، وكان أحد من تفقه عليه بها الفقيه نصر ، وحدّثت (٢) عنه أنه كان يحاسب نفسه على الأنفاس ، لا يدع وقتا يمضي عليه بغير فائدة ، إما بنسخ (٣) أو بدرس ، أو يقرأ ، ونسخ شيئا كثيرا (٤).
ولقد حدثني عنه شيخنا أبو الفرج (٥) الإسفرايني أنه نزل يوما إلى داره ورجع فقال قد قرأت جزءا في طريقي.
وحدّثني المؤمّل بن الحسن : أنه رأى سليما وقد جفا عليه القلم (٦) ، فإلى أن قطه جعل يحرك شفتيه ، فعلم أنه يقرأ أثناء (٧) إصلاحه القلم لئلا يمضي عليه زمان وهو فارغ ، أو كما قال.
قال غيث : وقيل : إن غرق سليم كان سلخ صفر من السنة ، ودفن في جزيرة بقرب الجار ، عند المخاضة.
[٩٨٥١] سليم بن خلدة
أبو عمرو الأنصاري الزرقي
أدرك النبي صلىاللهعليهوسلم وخرج إلى الشام غازيا.
ذكر أبو عبد الله الواقدي في كتاب الصوائف الذي ذكره عنه أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي أن أبا عمرو سليم الأنصاري أحد بني زريق كان يحمل لواء شرحبيل بن حسنة أحد الأمراء الذين وجههم أبو بكر الصديق لافتتاح الشام.
__________________
(١) اللفظة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن سير الأعلام.
(٢) اللفظة مضطربة بالأصل لسوء التصوير.
(٣) في سير الأعلام : إما ينسخ وإما يدرس.
(٤) الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام ١٧ / ٦٤٦ نقلا عن ابن عساكر.
(٥) غير واضحة بالأصل.
(٦) بالأصل : «العلما» والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٧) رسمها بالأصل : «بارا» والمثبت عن المختصر.
[٩٨٥١] ترجمته في الإصابة ٣ / ٧٤. وفيه : أبو عمر بدل : أبو عمرو. وكلمة : خلدة أعجمت عن الإصابة.