سويد بن غفلة كان يؤذن بالهاجرة ، فسمعه الحجّاج وهو بالدير فقال : ائتوني بهذا المؤذن ، فأتي بسويد ابن غفلة فقال : ما حملك على الصلاة بالهاجرة؟ فقال : صلّيتها مع أبي بكر ، وعمر ، فقال : لا تؤذن لقومك ولا تؤمّهم.
وكان أبو بكر بن عيّاش يروي هذا الحديث أيضا عن [أبي](١) حصين ، عن سويد ، ويزيد فيه : وعثمان. قال : فقال الحجاج : اطرحوه عن الأذان وعن الأمّ.
ح قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي جعفر بن المسلمة ، أنا أبو الحسن محمد بن عمر بن بهتة البزار ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدي يعقوب ، نا هاشم (٢) بن القاسم ، نا محمد بن طلحة (٣) ، عن عمران بن مسلم قال :
مر رجل من صحابة الحجّاج على مؤذن جعفي (٤) ، والحجاج في قصره ، وهو يؤذن ، فأتى الحجاج فقال : ألا تعجب من أنّي سمعت مؤذن جعفي (٥) يؤذن بالهجير؟ قال : فأرسل فجاء به فقال : ما هذا الأذان؟ فقال : ليس لي أمر إنما سويد الذي يأمر بهذا ، فأرسل إلى سويد فجيء به ، فقال له الحجاج : ما هذه الصلاة؟ قال : صلّيتها مع أبي بكر ، وعمر ، ومع عثمان ، فلما ذكر عثمان جلس وكان مضطجعا فقال : أصلّيتها مع عثمان؟ قال : نعم ، قال : لا تؤمنّ قومك ، وإذا رجعت إليهم فسبّ عليا (٦) ، قال : نعم ، سمعا وطاعة ، فلما أدبر قال الحجاج لقد عهد للشيخ الناس وهم يصلّون الصلاة هكذا.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو القاسم الواعظ ، أنا أبو علي ابن الصواف ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا حسين بن علي ، عن الوليد بن علي ، عن أبيه قال : كان سويد بن غفلة يؤمهم وهو ابن عشرين ومائة سنة.
__________________
(١) سقطت من الأصل وزيدت عن ابن سعد.
(٢) غير واضحة بالأصل وصورتها : ميثم. والصواب ما أثبت راجع ترجمة يعقوب بن شيبة في تاريخ بغداد ١٤ / ٢٨١ وانظر تاريخ الإسلام (٨١ ـ ١٠٠) ص ٧٧.
(٣) من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ٤ / ٧١ ـ ٧٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٧٧ ـ ٧٨ وانظر طبقات ابن سعد ٦ / ٦٩ والحلية ٤ / ١٧٥.
(٤) تقرأ بالأصل : جحفي ، تصحيف ، والصواب عن المصدرين المتقدمين.
(٥) كذا بالأصل وهو خطأ والصواب : «مؤذنا جعفيا» كما في تاريخ الإسلام وفي سير الأعلام : مؤذن الجعفيين.
(٦) كذا بالأصل وتاريخ الإسلام ، وفي سير الأعلام : فلانا.