ويغفر لك. والتمني نحو : يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ، في قراءة النصب. والترجي نحو : لعلي أراجع الشيخ ويفهمني ، قال ابن هشام : ولم يسمع النصب بعد الواو في المواضع المذكورة إلا في خمسة : النفي والنهي والأمر والتمني والاستفهام. وقاسه النحويون في الباقي ، ومذهب الجمهور أن الفعل في هذه المواضع منصوب أيضا بإضمار أن وجوبا بعد الواو لا بها ولا بالمخالفة خلافا لمن زعم ذلك.
(وينصب الفعل بأو وحتى |
|
وكل ذا أودع كتبا شتى) |
من النواصب عند الناظم رحمهالله تعالى (أو) الصالح في موضعها إلى أن ، أو إلا أن نحو : لألزمنك أو تقضيني حقي ، أي إلى أن تقضيني حقي.
وقوله :
وكنت إذا أغمزت قناة قوم |
|
كسرت كعوبها أو تستقيما |
أي إلا أن تستقيم ، والصحيح أن أو عاطفة والنصب بإضمار أن وجوبا بعدها والفعل مؤول بمصدر معطوف على مصدر منسبك من الفعل المتقدم أي ليكونن لزوم مني أو قضاء منه لحقي وليكونن كسر مني لكعوبها أو استقامة منها.
ومن النواصب أيضا عنده حتى ، نحو : (حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)(١) ، (حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ)(٢). والصحيح أن حتى جارة والنصب بإضمار أن وجوبا بعدها والفعل مؤول بمصدر مجرور بحتى لأنه قد ثبت جرها للأسماء فوجب نسبة العمل هنا لأن لما تقرر من أن عوامل الأسماء لا تكون عوامل في الأفعال لأن ذلك ينفي الاختصاص ، ويشترط لإضمار أن بعدها أن يكون الفعل مستقبلا أو مؤولا به وذلك بالنظر إلى ما قبلها كما مثلنا ، وإن لم يكن مستقبلا بالنظر إلى زمن التكلم كما في : وزلزلوا حتى يقول الرسول ، في قراءة غير نافع. فإن قول الرسول مستقبل بالنظر إلى زلزالهم ، وإن كان ماضيا بالنظر إلى زمن التكلم. وحيث انتصب المضارع بأن بعدها فالغالب أن تكون للغاية كما مثلنا ، وعلامتها
__________________
(١) سورة طه ، الآية ٩١.
(٢) سورة الأعراف ، الآية ٨٧.