الهوان بعد شامخ عزها وراسخ مجدها قائلا : إذا جاء الشيء على أصله لا يستغرب فهو من آل بيت النبوة المصلحين حفظه الله تعالى ووفقه للتعاون على جمع كلمة أمراء المسلمين ، لا سيما الإمامين الهمامين صاحبي الجلالة السيد عبد العزيز ملك الحجاز ونجد وملحاقتها ، والسيد يحيى حميد الدين ملك اليمن لينهضوا جميعا لإعلاء كلمة الله وعز الإسلام والعرب ، فقد ورد إذا عز العرب عز الإسلام ، وإذا ذلّ العرب ذل الإسلام. ثم سألته كيف حالكم معاشر الشيعة مع أهل السنة. فأجاب بأنه لا يوجد بيننا وبينهم اتفاق صحيح كما أنه لا يوجد بينهم أنفسهم ، وكذلك نحن مع الأسف. فقلت له وما أسباب ذلك مع أن الشدائد تجمع الكلمة وتنسى الأحقاد ، فأجاب أن الدولة المنتدبة هي السبب الوحيد في هذا الاختلاف. فقلت له : ولم ذلك؟ فقال إنه يقوم رجل من أهل السنة مثلا متظاهرا بخدمة الدين والوطن فيرفعون مقامه أمام الأجانب ويلقبونه بزعيم أهل السنة فيتقرب بذلك عند المندوب السامي للعراق الذي لا يقطع دون أمره شيء فيأمر له بكرسي فيبيع له ذمته ووجدانه فيوحي إليه بلزوم تفريق صفوف الأمة فيفعل ذلك خوفا من ذهاب معبوده الكرسي ، وكذلك يقوم رجل من الشيعة متظاهرا بما تظاهر به أخوه السني فيلقب بزعيم الشيعة فيحظى بتقريب المعتمد المومأ إليه ، فيدفع له كرسيا فيه خراب الوجدان والإثم والعدوان ويكون الشيعي مع أخيه السني كفرسي رهان في حلبة الفساد والتفريق بين العباد ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.