الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الخميس الموافق تسعة وعشرين من الشهر المذكور ، والباري يرعاكم».
وحيث أنني لا قدرة لي على تلبية الدعوة ذهب رفيقي السيد الأنصاري المومأ إليه بدعوة من اللجنة المومأ إليها وتشرف باستقبال جلالته وشاهد الحفلة المذكورة وتناول الطعام من المأدبة التي أقيمت تكريما لجلالته وشاهد الألوية السعودية الخضراء المكتوب في وسطها لا إله إلا الله محمد رسول الله. وقد سمع خطاب الملك المملوء بالمواعظ والحكم الدينية والسياسية ، ومن جملة أقواله حفظه الله تعالى إنه لا يرهب أوربا ولا يخاف منها فإن عنده جيشا منظما متمسكا بالشريعة الغراء ، وهي حبل الله المتين الذي من تمسك به فاز في الدنيا والآخرة ، ولكنه يخشى من المسلمين ، يعني بذلك ـ نصره الله وأيده بروح القدس ـ المنافقين الذين يتظاهرون بالإسلام وهو براء منهم وإلّا فإن المسلمين الحقيقيين المتمسكين بالشرع الشريف والدين الحنيف لا يخشى منهم ، فإنهم نصراؤه على الدوام ويقدسون أعماله ويلتفون حوله ويظاهرونه على أعداء الإسلام ، كأنه حفظه الله تعالى يشير إلى قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(١) وهؤلاء المسلمون
__________________
(٥٦) سورة الحجرات ، الآية ١٤.