وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(١)؟ ثم جاء التحريم القطعي لشربه بعد أن سهل عليهم تركه في قوله تعالى : (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(٢) ، فانتهى الناس عن شربه وكسروا الدنان التي كانوا يعتّقونه بها ، فأنت ترى أن الخمر الذي اشتد ضرره ، وخبث أثره ، قد حرمه الله تعالى ، على يد النبي عليه الصلاة والسلام ، تحريما تدريجيا ، بآيات في القرآن ، جارية على سنته تعالى في تكميل الإنسان ، بتصحيح عقائده ، وإصلاح أعماله. فلو أنكم جريتم على هذه السنّة ، ودعوتم إلى سبيل ربكم بالحكمة والموعظة الحسنة ، لأطفئت بينكم وبين خصومكم هذه الفتنة ، وأسبغ الله عليكم النعمة ، نعمة التأليف المذكورة في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً)(٣) فتقبّل هذه النصيحة بقبول حسن ، وقال إنها والحق يقال : غالية الثمن ، قلت : ثمنها العمل بها ، وسترى إن شاء الله حسن أثرها ، وتتلذذ باقتطاف ثمرها إن شاء الله تعالى.
__________________
(٧) سورة المائدة ، الآية ٩١.
(٨) سورة المائدة ، الآية ٩٠.
(٩) سورة آل عمران ، الآية ١٦.