الثورة العربية طلبوا شريفا ليكون حاكما عليهم فأرسل إليهم ، وجلالة ملك الحجاز يأخذ منهم زكاة الثمار العشر فقط ، ولا تزال تتجاذبها أنظار الطامعين ، من ابن الرشيد والمتدينين ، وهم لا يرغبون غير حكم الشريف ، ومستعدون لقتال من يبغي عليهم.
قضيت في هذه القرية ثمانية أيام ، وكنت ضيف شريفها الشاب الأديب عبد المطلب ، ورفيقه المهذب النجيب الشريف حميّد ، وكنت أنام عند خطيبها الصالح البركة الشيخ مبروك النجدي ، ونقرأ عنده بعد العشاء وبعد صلاة الفجر وأثناء النهار أيضا ، دروسا في الحديث والفرائض والنحو والصرف ، وقد ألقيت يوم الجمعة بعد أداء الفريضة في جامعها درسا عاما ، فسّرت فيه قوله تعالى : (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)(١) فظهر الخشوع ، وسالت الدموع ، واستلموا بعد الدروس يديّ مصافحة ولثما.
من يوم الثلاثاء ٤ رجب إلى يوم الثلاثاء في ١١ رجب عام ١٣٣٨ ه
بذلت المجهود ، وأرخصت النفس والنفيس في سبيل الوصول إلى نجد ، والرجوع عن طريق المدينة المنورة ، فحالت الأقدار بيني وبين نجد ، وتيسر لي السفر إلى المدينة تيسّرا
__________________
(١١) سورة البقرة ، الآية ٢١٠.