عجيبا ، فصدق فينا المثل : «أردت عمرا وأراد الله خارجة» ، إذ أردنا نجدا وأراد الله الحجاز ، وإليك البيان :
لما اضطررت للبقاء في قرية الحائط منتظرا رفيقي الأخ شلاش اشتد شوقي لشدّ الرحال إلى المسجد النبوي ، والحظوة بشرف الزيارة المباركة ، وأداء الصلاة في تلك الروضة المطهرة بين البيت والمنبر التي هي من رياض الجنة ، وكنت كلما تذكرت أن صلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام أفضل من ألف في غيره إلا المسجد الحرام ، هزني الشوق وازدادت عوامل الرغبة.
وكنت أسأل الله أن ييسر لي سبيل الوصول والزيارة ، ولم أكد ألبث هنالك أياما حتى عرض لشيوخ «الحائط» الكرام السفر إلى مدينة النبي عليه الصلاة والسلام ، وهم : الشيخ خليل مقبل ، والشيخ خلف بن جابر ، والشيخ علي بن سليمان ، وحضرة الخطيب الشيخ مبروك ، ومعهم نحو خمسة عشر رجلا ، فعقدت النية على السفر معهم ، وارتاحوا هم لذلك جدا ، وكتبت للأمير علي ولي عهد الملك وحاكم المدينة المنورة ، على لسان الشريف عبد المطلب كتابا ذكرت له فيه الغرض للشريف عبد المطلب أيضا بأن ضيفنا «محمد بهجة» أحب التشريف بلقائكم مع الوفد.
ركبنا الإبل يوم الثلاثاء ١١ رجب ، وقضينا في مسيرنا ستة أيام ، وفي صباح الأحد ١٦ رجب بلغنا مدينة الرسول صلى