العسكري عليهالسلام في حياة أبي جعفر ، والملاحظ أن النص على أبي محمد عليهالسلام كان في فترات تاريخية تستغرق معظم الاعوام الاثنين والعشرين التي قضاها مع أبيه ، فقد نص عليه بصريا ولمّا يزل صغيراً في المدينة كما مرّ ، ونص عليه بعد وفاة أبي جعفر أي نحو سنة ٢٥٢ ه ، كما تقدم في جملة من الأحاديث ، ونص عليه قبل وفاته بأربعة أشهر كما في الحديث الأول ، وأخبر بعض أصحابه أن الإمام هو الذي يصلي عليه ، فصلى عليه أبو محمد عليهالسلام ، ونحو هذا مما تقدم في أحاديث النص عليه بالإمامة.
٣ ـ ثبوت موت أبي جعفر في حياة أبيه الإمام الهادي عليهالسلام موتاً ظاهراً معروفاً ، وقد ورد خبر موته رضياللهعنه متواتراً (١). ومن هنا قال : شيخ الطائفة : وأما المحمدية الذين قالوا بإمامة محمد بن علي العسكري وأنه حي لم يمت ، فقولهم باطل لما دللنا به على إمامة أخيه الحسن بن علي أبي القائم عليهالسلام ، وأيضاً فقد مات محمد في حياة أبيه عليهالسلام موتاً ظاهراً ، كما مات أبوه وجده ، فالمخالف في ذلك مخالف في الضرورات (٢) ، ثم أورد ما يدلّ على وفاته من الحديث.
٤ ـ شهادة المخالفين بإمامة أبي محمد العسكري عليهالسلام وإقرارهم بفضله ، ومنهم المعتمد الذي قصده جعفر الكذاب بعد وفاة أبيه عليهالسلام ملتمساً دعم السلطة له في دعواه الإمامة ، فقال له المعتمد : « إن منزلة أخيك لم تكن بنا ، إنّما كانت
__________________
(١) راجع علي سبيل المثال : أصول الكافي ١ : ٣٢٦ ـ ٣٢٨ الأحاديث رقم ٥ و ٦ و ٧ و ٨ و ٩ و ١٢ باب الاشارة والنص علي أبي محمد عليهالسلام من كتاب الحجة ، وإكمال الدين : ٣٢٨ / ٨ باب ٣٧ ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : ٢٠٣ / ١٧٠ وغيرها كثير.
(٢) الغيبة / الشيخ الطوسي : ١٩٨ و ٢٠٠ ، وراجع ص : ٨٣.