عندي إذ لم أر له ولياً ولا عدواً إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه ... » (١).
٥ ـ انقراض هذه الفرقة وكذلك تلك التي تفرّعت عنها ، في وقت متقدم من نشأتها ، وفي هذا دليل على بطلانها ، وفي هذا قال الشيخ المفيد : « فلما توفي [ الإمام أبو الحسن عليهالسلام ] تفرّقوا بعد ذلك ، فقال الجمهور منهم بامامة أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام ونقلوا النص عليه وأثبتوه.
وقال فريق منهم : إن الإمام بعد أبي الحسن ، محمد بن علي أخو أبي محمد عليهالسلام ، وزعموا أن أباه علياً عليهالسلام نص عليه في حياته ، وهذا محمد كان قد توفي في حياة أبيه ، فدفعت هذه الفرقة وفاته ، وزعموا أنه لم يمت ، وأنه حيّ ، وهو الإمام المنتظر.
وقال نفر من الجماعة شذوا أيضاً عن الأصل : إن الإمام بعد محمد بن علي ابن محمد بن علي بن موسى عليهالسلام ، أخوه جعفر بن علي ، وزعموا أن أباه نص عليه بعد مضي محمد ، وأنه القائم بعد أبيه.
فيقال للفرقة الاولى : لم زعمتم أن الإمام بعد أبي الحسن عليهالسلام ابنه محمد. وما الدليل على ذلك ؟ فإنّ ادّعوا النص طولبوا بلفظه والحجة عليه ، ولن يجدوا لفظاً يتعلقون به في ذلك ، ولا تواتر يعتمدون عليه ، لأنهم في أنفسهم من الشذوذ والقلّة على حدّ ينفي عنهم التواتر القاطع للعذر في العدد ، مع أنّهم قد انقرضوا ولا بقية لهم ، وذلك مبطل أيضاً لما ادّعوه.
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ٥٠٤ / ١ باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهالسلام من كتاب الحجة ، إكمال الدين : ٤٢ مقدمة المؤلف ، الإرشاد ٢ : ٣٢٢ ، روضة الواعظين : ٢٥٠ ، إعلام الورى ٢ : ١٤٧.