لا غيره ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير » (١).
فلقد أراد عليهالسلام أن يقول للسائل بأن لا يستغرق في الجدل الكلامي عندما يتحدث عن الله سبحانه وتعالى ، ولكن طلب إليه أن يقرأ كتاب الله فيما أنزله من آياته ، فهو أعرف بنفسه من مخلوقاته كلها ؛ لأن المخلوق لا يستطيع أن يعرف من ربّه إلا ما عرّفه ربه ، وإلا فلا يمكن للعقل أن يدرك صفاته جل جلاله ذاتياً ، فهو ليس بجسم لأنّه خالق الأجسام ، وهو ليس بصورة لأنّه خالق الصورة ومبدعها.
وعن أبي هاشم الجعفري ، قال : « سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عليهالسلام عن قول الله تعالى : ( يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ ) (٢) فقال : هل يمحو إلا ما كان ، وهل يثبت إلا ما لم يكن. فقلت في نفسي : هذا خلاف ما يقول هشام : إنّه لا يعلم الشيء حتى يكون. فنظر إليّ أبو محمد عليهالسلام فقال : تعالى الجبّار العالم بالأشياء قبل كونها ، الخالق إذ لا مخلوق ، والربّ إذ لا مربوب ، والقادر قبل المقدور عليه ، فقلت : أشهد أنّك ولي الله وحجته والقائم بقسطه ، وأنّك على منهاج أمير المؤمنين » (٣) ، فلقد أكّد أن المخلوقين يحتاجون إلى معرفة الأشياء في صورتها الوجودية ، أما الله سبحانه فهو الذي
__________________
(١) أصول الكافي ١ : ١٠٣ / ١٠ ـ باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى من كتاب التوحيد ، التوحيد / الشيخ الصدوق : ١٠١ / ١٤ ـ باب أنه عزوجل ليس بجسم ولا صورة.
(٢) سورة الرعد : ١٣ / ٣٩.
(٣) إثبات الوصية : ٢٤٩ ، الغيبة / الشيخ الطوسي : ٤٣٠ / ٤٢١ ، الثاقب في المناقب : ٥٦٦ / ٥٠٧ ، الخرائج والجرائح٢ : ٦٨٧ / ١٠.